أما الرجل الصالح صاحب الحمار فقصته مشهورة والعهدة على ابن القيم وهو ثقة إمام علامة، جاء بها في الجواب الكافي قال: خرج رجل صالح على حمار وقد كان يقوم الليل ويصوم النهار، فاعترضه لص ودخل به في غابة، وقال له: سلم ما عندك وإلا ذبحتك.
قال: أسألك بالله أن تتركني لأهلي وخذ ما عندي.
قال: والله لأذبحنك.
قال: إذاً، اتركني أصلي ركعتين.
قال: فتوضأ وقام يصلي، فضاعت الآيات وكثرة الدمعات، من الذي لا تضيع الآيات عنده والخنجر على رأسه؟! بل لعلك تنسى اسمك.
قال: فوقف بالخنجر على رأسه.
قال: فوالله لقد نسيت كل آية في القرآن الكريم إلا قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل:62] فقلت: يا من يجيب المضطر إذا دعاه! يا من يجيب المضطر إذا دعاه! يا من يجيب المضطر إذا دعاه! فإذا بفارس على فرس وقد أرسل رمحه فقتل هذا اللص.
قلت: من أنت؟
قال: أنا رسول من يجيب المضطر إذا دعاه، لما دعوت الدعوة الأولى كنت في السماء السابعة، ولما دعوت الدعوة الثانية كنت في السماء الرابعة، ولما دعوت الثالثة كنت في السماء الدنيا لأقتل هذا المجرم {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [المدثر:31].