ثبت في الحديث الصحيح أن صحابياً قال: {يا رسول الله! ادع الله أن يغيثنا.
فقام صلى الله عليه وسلم يدعو الله، فقام أحد الصحابة عنده تمر في جرينه -في حوشه- يخاف عليه من المطر فقال: يا رسول الله! لا تدعو الله عندي تمري في الجرين -وهو يعرف أن دعاءه صلى الله عليه وسلم مستجاب في الحال- فتبسم صلى الله عليه وسلم على المنبر، وقال: اللهم أغثنا، اللهم أنزل غيثك حتى يقوم أبو بردة بثوبه يسد جحران الجرن -أو كما قال عليه الصلاة والسلام- فأمطرت السماء، ورأوا أبو بردة وهو يسد الماء عن التمر}.
وفي الصحيحين: {أنه عليه الصلاة والسلام كان يتكلم إلى الناس في خطبة، وفي أثناء الخطبة -والجماهير أمامه- وإذا بأعرابي أتى من البادية يدخل من الباب ويقطع الخطبة مباشرة، وقال: يا رسول الله! جاع العيال، وضاع المال، وتقطعت السبل فادعو الله أن يغيثنا -هل فكر الرسول عليه الصلاة والسلام؟ هل تلعثم؟ - لا بل رفع يديه على المنبر وقال: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا} فما انتهى من دعائه إلا ونزل المطر نزولاً شديداً، وظل ينزل أسبوعاً كاملاً حتى كانت الجمعة القادمة فدخل الأعرابي وقال: {يا رسول الله! جاع العيال وضاع المال، وتقطعت السبل فقال عليه الصلاة والسلام: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر} قال أنس: [[فوالله ما يشير إلى جهة إلا ويتحدر الغيث إلى تلك الجهة]] سبحان الله! لا إله إلا الله! يشير يمنة والغيث يمنة، ويشير يسرة والغيث يسرة، فخرج الناس والمدينة كالجوبة كأنها مفصلة في ثوب على المدينة شمس وصحو وحول المدينة غيث ومطر.
أتطلبون من المختار معجزة يكفيه شعب من الأموات أحياه
من وحد العرب حتى صار واترهم إذا رأى ولد الموتور آخاه
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.