أما موسى عليه السلام فأمره عجيب، كان شجاعاً وجريئاً، لم يصلح لليهود إلا هو، كانوا يتصورون صورته في الماء البارد، إذا غاب عبدوا العجل وإذا حضر مدحوه، وإذا غاب سبوه {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً} [الأحزاب:69].
قام قارون فأرشى امرأة وأعطاها كنزاً، وقال: إذا حضرنا فادعي على موسى أنه فعل بك الفاحشة.
فقامت المرأة أمام الناس تضرب شعرها ووجهها، وتقول: إن موسى فعل بها الفاحشة.
فقام موسى أمام الناس وقال: يا أمة الله! أسألك بمن شق لي البحر، وبمن أنزل علي الألواح، وكتب التوراة لي بيده، أنا فعلت ذلك؟ قالت: لا.
قال: اللهم خذ قارون: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص:81].
موسى عليه السلام قال له الله: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه:24] كان فرعون في عاصمة مصر يحكم مصر، وكان حرسه ستة وثلاثين ألفاً مدججين بالسلاح، وكان موسى يرعى الغنم ومعه عصا يهش بها على غنمه، قال: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه:24 - 36] قال المفسرون: قال سؤلك ولم يقل أسئلتك.
لأنها اعتبار عن سؤال واحد، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.