يقول الله سبحانه: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:6] لكن من هم الذين أنعم الله عليهم؟ ذكر الله في القرآن الذين أنعم الله عليهم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، حيث قال: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} [النساء:69].
توفي عثمان بن مظعون فقبله عليه الصلاة والسلام ودمعت عيناه على خد عثمان، وبعد فترة توفيت زينب ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم, فقال لها وهو يودعها ويعانقها: {الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} [النساء:69]}.
الذين أنعم الله عليهم في الحياة أربعة أصناف:
الأول: النبيون وفيهم الرسل.
الثاني: الصديقون, درجة أبي بكر الصديق , وهي أعظم الولاية وأعظم من الشهيد, يموت على فراشه، لكنه صدّيق ظاهره وباطنه سيان, أمين صادق محتسب يحفظ أنفاسه مع الله, أصبح عبداً لله، حركاته وسكناته وسمعه وبصره لله, ذاك أبو بكر الصديق.
الثالث: الشهداء كـ عمر بن الخطاب وكـ أبي وحمزة وكـ علي وعثمان.
الرابع: الصالحين, كل صالح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهم أولياء الله، يعرفهم الله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس:62 - 63].
ففي قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) فيها النعمة هنا: الإيمان والعمل الصالح, وهو أحسن ما عرفت به, وقيل: هي أن تعمل الطاعة على نور من الله ترجو رحمة الله, وأن تترك المعصية على نور من الله تخاف عذابه, وقيل النعمة: هي جعل المقصود الواحد المعبود، وعدم التأسف على المفقود إذا بقي الموجود، وهو فيه تكلف, والأحسن أن يقال النعمة: هي التقوى والإيمان والعمل.