Q وهذا سائل يقول: قرب بيتنا أناس يشربون الخمر، وأنا أخاف إن نصحتهم أن يضربونني، فماذا أفعل؟ هل أذهب فأخبر الشرطة أم أنكر عليهم؟ أرجو الإجابة على هذا السؤال؟
صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] وقال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286] ويقول عليه الصلاة والسلام: {من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان} وهؤلاء الذين يشربون الخمر بجوار بيتك عليك أن تنصحهم بجهدك وطاقتك، إما برسالة أو بكلمة، فإن لم تستطع فأنكر بقلبك، أما الإخبار بهم فإن كانوا مجاهرين وأفسدوا في البلد، فلا بأس، وإن كانوا متسترين على معصيتهم فلا أرى أن تخبر عنهم، ولا أن تشهر بهم لحديث الحاكم: {إذا ابتليتم بهذه القاذورات، فاستتروا بستر الله} وحديث آخر، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم {أن رجلاً أخبر عن رجل زنى، قال: لو سترته بطرف ثوبك لكان خيراً لك} فإن كانوا متسترين بالمعصية، فلا تخبر عنهم، وإن كانوا مجاهرين أفسدوا في البلد، فأخبر عنهم، وأما أنك تخشى أن يضربوك فقد أصبت، لا تتقدم إليهم، لأن بعض الناس من العصاة يضرب الناهي والآمر ضرباً مبرحاً حتى لا يدري أين الشرق من الغرب.