المسألة السادسة عشرة:
إثبات القدر، وخلق أفعال العباد، فأفعالنا مخلوقة، فمثلاً: إذا وضعت يدي هكذا، فهذا الشيء قد كتبه الله قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، أخذ الحسن البصري أصبعه فوضعها في راحته، قال: والذي لا إله إلا هو لقد كتب الله وضع أصبعي هذه على يدي قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كل شيء وقع في الكون من ذرة أو حركة أو سكنة أو لفظة أو لمحة أو ضوء، أو مسار أو أي شيء فهو بقضاء وقدر {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96].
لذلك بوّب البخاري بـ خلق أفعال العباد، وأتى فيه رحمه الله بمسائل وهو من أهل السنة وأئمتهم.
وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لطاعته وأن يفقهنا في دينه، وسلام على آدم يوم وقف في موقف الحوار، وسلام على موسى يوم ناقش أباه وجلى الأمر على جلية، وسلام على أنبياء الله المرسلين وعلى عباده الصالحين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين!
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، ووفقنا لكل خير، وخذ بأيدينا إلى كل رشد.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.