وعمل بالأركان: وأن تعمل بجوارحك الفرائض: {من ترك الصلاة فقد كفر} والمرجئة يقولون: تارك الصلاة لا يكفر, فيكفي الإنسان أن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله ويعتقدها وإن صلى أو تركها فسيان, والرسول صلى الله عليه وسلم يرد عليهم ويقول في الصحيح: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} , ويقول: {بين المسلم والكافر ترك الصلاة}.
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر:3] لأنه -لاحظ- لا بد مع الإيمان من عمل الصالحات, والإيمان بلا عمل الصالحات هو الإيمان المجرد الذي لا ينفع, وهذه هي العواطف المجنحة التي نسمعها من الناس صباح مساء.
فإذا طلبت من جارك أن يصلي في المسجد, يقول: الله يعلم أني أحبه وأني أحب رسوله لكن لا أستطيع أن أصلي صلاة الفجر في المسجد, فما هذه المحبة المدعاة؟
وما هذا الكذب الزائف؟!
وما هذا البرود السامج؟!
يقول تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31] , ويقول: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} [المائدة:18] , فكأن المعنى: يا كذبة! يا مردة! يامن ادعيتم أنه يحبكم فلم يعذبكم؟ فأنتم تخالفون ويعذبكم بهذه النكبات والويلات, فبنو إسرائيل ضرب الله عليهم الذلة عبر التاريخ, وما تسودوا إلا علينا! وما تصدروا إلا علينا! لأننا قل قدرنا -نحن- عن الدين وعن التمسك به فعزوا علينا, وإلا فانظر إلى تاريخهم: كانوا مشردين مضطهدين في سويسرا وبلجيكا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا , كانوا يؤتى بهم بالعشرات في الأفران يربطون مع الخنازير, يذبحون دبحاً لأن الله يقول: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [آل عمران:112] ولكنهم صادفوا قوماً لم يحملوا ميراث نبيهم عليه الصلاة والسلام.
لهم شموخ المثنى ظاهراً ولهم هوى إلى بابك الخرمي ينتسب
فسادوا وسيطروا عليهم وأخذوا زمام المبادرة.