Q فضيلة الشيخ: أنا أدعو إلى الله ولاعب في أحد الأندية، فكيف أوفق بين اللعب والدعوة؟
صلى الله عليه وسلم للدعوة وقت وللعب وقت هذا أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين يقول:
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى
قد جعل الله لكل شيء قدراً، والدعوة لها وقت، تعرفه أنت ويعرفه الناس, وللعب وقت لكن بحدوده؛ أن لا يتعارض مع الفرائض ولا تؤخر له فريضة أو لا تعطل أمراً أهم، وأنت تدخل إلى النادي تدخل وفي ضميرك الدعوة إلى الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، وقدوتك محمد عليه الصلاة والسلام.
حضر سوق عكاظ وخطب الناس ودعاهم، وحضر ناديهم في عكاظ وتكلم في النادي بخطبة ما سمع الدهر بمثلها، وما أنصت الزمان لخطبة تقرع قرعها، أو تنزل نزولها، محمد عليه الصلاة والسلام أتاه رجل بدين في جسمه، فأتى ينازله بوسائله ويطرح أوراقه معه في ساحة الدعوة, فيقول: لا أؤمن لك حتى تصارعني، أقوى أقوياء العرب, أكبر مصارع في العرب.
فقام له صلى الله عليه وسلم قال: إن صرعتك أتؤمن، قال: نعم، الرسول صلى الله عليه وسلم مستعد إذا كان هذا يخدم لا إله إلا الله وينفع لا إله إلا الله، ويعلي لا إله إلا الله، فله صلى الله عليه وسلم دور في هذا, فقام فأخذ هذا المصارع فحمله على الأرض حملاً ثم أوقعه على الأرض.
وقام الرجل غضباناً متحمساً لينازل رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- فصرعه مره ثانية، فقام ثالثة فأنزله الأرض فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل الإسلام لا يحتاج إلى شعر، لا يحتاج إلى فن ولا جمال لم يقل ذلك، أتى بالمنبر ونصبه في المسجد وقال: {يا حسان اهجهم وروح القدس معك}.
الرسول صلى الله عليه وسلم، استمع إلى الحبيب إلى القلوب يقول لـ أنجشه: {أُحْدُ لنا} فلما صدح صوته بلا وتر ولا ناي ولا موسيقا عزفت قلوب النساء، فقال: {رويدا يا أنجشه بالقوارير}.
الرسول صلى الله عليه وسلم حي العاطفة، قوي الإحساس، يتعامل مع كل من وضعته معه، ولذلك شكل من الصحابة جبهة أو جداراً لا يخترقهم الصوت، الإداري يضعه في الإدارة، الشاعر يضعه في الأدب، السياسي في السياسية، الاقتصادي في الاقتصاد، الفرضي في الفرائض، الداعية في الدعوة، هذا تصنيفه عليه الصلاة والسلام.
والذي أريد أن أقوله: لا تتحرج يوم تعلم أن في دخولك إلى نادٍ أو مكان دعوة وخدمة للإسلام، فإن الدعوة إذا مسكت المساجد، فالناس ما أتوا إلا يصلون، لكن أن نقوم على رءوس الناس والشيوخ والشيوبة صلوا صلوا فما جاء بهم إلا الصلاة, لكن قطيع الناس وشباب الأمة، وأجيال الأمة، الذين في الأندية، من يقف أمامهم داعيةً لبيباً كما فعل موسى عليه السلام، موسى يستعد أن ينازل كل من ينازله, لكن فرق بين المدعو هنا والمدعو هناك, فرعون شيخ الطغاة وأستاذ الضلال، وهنا مسلمون مصلون من إخواننا وأحبائنا، موسى ينازله في الديوان فيقول في الأرض، فيقول في الأرض، فيقول في البحر، فيقول في البحر، فنحن ندخل معهم, فيرحبون بنا فنعرض لهم دعوتنا ورسالتنا لنكون جميعاً حملة خير ورسل هداية.