والإحباط الذي أصيب به ديننا إحباط الكلمات الغير مسئوله: الرجعية، التخلف، الدول النامية، العالم الثالث، كلها من السموم التي ألقيت في الساحة، حتى ننظر إلى أولئك أنهم متحضرون ومتطورون, يقول الأمريكي كريسي مرسون , في كتاب الإنسان لا يقوم وحده: أيها المسلمون! قدمنا لكم الطائرة والثلاجة والسخانة والبرادة، وما قدمتم لنا الإسلام.
إنهم يريدون الإسلام, إنهم بحاجة إلى الإسلام, إنهم يعيشون في ظلم, لقد طرحت أوراقهم وأحرقت في الساحة، لقد جربوا الرأسمالية فما أنتجوا شيئاً, وجربوا الشيوعية والاشتراكية , وهي تحت مظلة الشيوعية، وجربوا كل حل وكل شيء فما وجدوا خيراً لهم من الإسلام، وعاد أذكياؤهم وأساطينهم إلى الإسلام, في حين يذهب بلداؤنا وأغبياؤنا ليعلنوا عمق أولئك وأصالتهم.
أيطلب الشفاء من مريض؟!
أيطلب الطعام من جائع؟!
أيطلب الماء من ضامئ؟!
إن الخسارة كل الخسارة يوم أن نحتقر ما عندنا، إننا أمة نسير على أصول، أمة أصيلة وعميقة, يجمعنا جميعاً من الشرق إلى الغرب كتاب الله وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، قبلتنا واحدة، ونصلي في أوقات مرتبة، غنينا وفقيرنا سواء, ليس عندنا ألوان ولا تمييز عنصري، أما تلك البلاد فهي:
في بلد أفكاره منكوسة تثقله بصائر مطموسة
يقدسون الكلب والخنزيرا ويبصرون غيرهم حقيرا
ما عرفوا الله بطرف ساعة وما أعدوا لقيام الساعة
فهم قطيع كشويهات الغنم هزل وجد وضياع ونغم
من ضرب العمال في بولندا ومن أتى بالرق في يوغندا
من دمر البيوت في نجزاكي من ضرب اليونان بالأتراك
من الذي ناصر إسرائيلا حتى تصب عنفها الوبيلا
استيقظوا بالجد يوم نمنا وبلغوا الفضاء يوم قمنا
منهم أخذنا العود والسيجارة وما عرفنا ننتج السيارة
يذهب الرجل منا إلى هناك فينظر إلى المستعمر كأنه روح القدس, ويأتي إلى عالم من علمائنا وهو يشرح الروض المربع، فيقول: يا شيخ! الناس صعدوا إلى سطح القمر، وأنت تشرح الروض المربع، فقال له الشيخ: وأنت ما صعدت إلى سطح القمر ولا جلست معنا تقرأ الروض المربع.
ليته يوم أخفق في الصعود إلى سطح القمر درس معنا الروض المربع , لكنه من المذبذبين, لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
فيا أخي! أنت لن تصنع لنا صاروخاً ولا طائرة, ولا ثلاجة ولا برادة، فاجلس معنا، واقرأ في فتح الباري ورياض الصالحين وبلوغ المرام، أما أن تبقى لا داخل الحلبة ولا خارجها، فهذه قسمة ضيزى يتركها العقلاء.