الأزمة الثالثة التي يتعرض لها شباب الإسلام؛ وهي مطروحة في الساحة وموجودة: تخدير الهمم وتنويم العزائم.
وهذه تروجها الصهيونية العالمية ممثلة في اليهود.
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
ألإسرائيل تعلو راية في حمى المهد وظل الحرم
أو ما كنت إذا الموت اعتدى موجة من لهب أو من دم
رُب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
إسرائيل صنفت مع الصهيونية العالمية وهي جزء منها، وهي تنشر مع هيئة الإذاعة البريطانية في حرب التفريق بين الخط المستقيم، خط العلماء والدعاة وطلبة العلم, والخط الآخر وقالوا: إنهم متطرفون.
لقد وجد المتطرفون في الساحة لكن ليس بهذه الصورة التي صنفتها إسرائيل، وليس بهذا الانتشار الذي أرادته إسرائيل وأعوانها, وجد التطرف من فجر الإسلام يوم أن قام الخارجي يعترض على الرسول عليه الصلاة والسلام, هذا هو التطرف، لكن أن تجعل الصحوة الإسلامية والدعوة إلى الله تطرفاً, فليس هذا بصحيح.
ونسأل أعداء الإسلام هؤلاء: ما هو التطرف؟
المحافظة على صلاة الجماعة تطرف!
قراءة القرآن وحفظه تطرف!
هجر الغناء وعدم إضاعة الوقت تطرف!
الدعاء وحب الصالحين تطرف!
الدعوة وتفهيم الناس وتوعيتهم تطرف!
لا والله ليس هذا تطرفاً, لكن هذا هو فعل أعداء الإسلام.
ولو أني بليت بهاشمي خئولته بنو عبد المدان
لهان علي ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
وهذا ما انتهجه أعداء الإسلام وأذناب أعداء الإسلام, من جعل رجال دين ورجال دنيا, وهذا غير موجود في الإسلام, هذا من الكنيسة يوم جعلت هناك رجال دين همهم الكنيسة لا يخرجون منها وينزوون فيها، لكن الإسلام يقول لك: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].
فحياتنا وموتنا وليلنا ونهارنا لله رب العالمين، ويوم يوجد في أوساطنا أناس يسمون برجال الدين؛ حينها يكون هناك خصام نكد بين الناس، فنحن هنا وفي غير هذه البلاد من بلاد الإسلام، وكل من أشرقت عليه شمس لا إله إلا الله، كلنا نحمل لا إله إلا الله، ملكنا وأميرنا، ومسئولنا وعاملنا، وقاضينا، وكل واحد فينا يحمل لا إله إلا الله، لا نعفى من المسئولية، ولو اختلفت مشاربنا أو سائلنا أو أساليبنا، فمظلتنا لا إله إلا الله، يقول أبو تمام في الإسلام:
إن كيد ما مطرف الفؤاد فإننا نغدو ونسري في إخاء تالد
أو يختلف ماء الغمام فماؤنا عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلِّفُ بيننا دينٌ أقمناه مقام الوالد
من أتى بـ بلال الحبشي ليجلسه بجانب أبي بكر القرشي؟
من جاء بـ صهيب الرومي ليعانق عمر بن الخطاب الكعبي؟
من أتى بـ سلمان الفارسي ليكون أخاً لـ علي؟
إنه الإسلام, وإلا فقبل الإسلام كان أبو طالب وأبو لهب وأبو جهل ينظرون لـ بلال على أنه رقيق يباع كما تباع الدابة، لكن لما أتى محمد عليه الصلاة والسلام أعلن حقوق الإنسان، وكذب من قال إنهم يحفظون حقوق الإنسان, لم يحفظ حقوق الإنسان إلا محمد صلى الله عليه وسلم.
يموت أحد الأمريكان في غابة من غابات أفريقيا فيحتجون له, ويقيمون الدنيا ويقعدونها، ويجتمع مجلس الأمن، وتنعقد هيئة الأمم , وأما شعب أفغانستان وفلسطين فيدمر ويدكدك ولا احتجاج ولا اجتماع.
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر
فهذه الأمة هي التي أعلنت حقوق الإنسان، وأعلنها محمد عليه الصلاة والسلام، والشاهد من ذلك أن الحرب التي تتعرض لها هذه البلاد هي حرب شعواء, يتعرض لها دعاتها وعلماؤها ومسئولوها؛ حرب لا تزال تنزف حتى يتنبهوا إلى الخطر من الذي أنتجه؟ ومن الذي عرضه في الساحة؟ ومن المسئول عنه؟ هذه تساؤلات لا بد من الإجابة عليها.