قدموا المرأة الفاتنة إلى الشرق الأوسط، كوكب الشرق تعزف في الجماهير وتغني فيهم وهم يصفقون لكوكب الشرق، ويرددون كلمات كوكب الشرق, وطائرات إسرائيل غطت علينا شعاع الشمس.
قالوا هم البشر الأرقى وما أكلوا شيئاً كما أكلوا الإنسان أو شربوا
مهلاً فديت أبا تمام تسألني كيف احتفت بالعدا حيفا أو النقب
إذا تبدت لنا الميراج تقصفنا سعت لتسقطها الصيحات والخطب
شجباً ونكراً وتنديداً بغارتها الله كم نددوا يوماً وكم شجبوا
كيف انهزمنا وما هذي بعادتنا سيخبر السيف عنا والقنا السلب
لأن من يرقص مع كوكب الشرق لا يصارع طائرات إسرائيل.
والمرأة المنتفضة في فلسطين -ونسأل الله أن تكون انتفاضتها إسلامية- من المسئول عنها؟ إنهم شباب الجزيرة العربية، يرفع الجهاد من هنا، وتخرج الكتائب من هنا، ويسال الدم من هنا.
فالمرأة تقول: وامعتصماه، والطفل يقول: وإسلاماه.
حضر قطز -وهو مولى- معركة عين جالوت، فأراد المسلمون الانهزام فخلع خوذته وداس بها الأرض, وزأر كالأسد وقال: وإسلاماه, فتحرك المسلمون وعادوا إلى المعركة، فقتلوا التتار في لحظة.
وقفت امرأة في سوق عمورية , غريبة مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وتصلي الصلوات الخمس، وتخاف الله, فأتى إليها رومي فضربها على وجهها، فقالت: وامعتصماه.
تنادي الخليفة العباسي في بغداد.
فضحك الرومي وقال لها: انتظري الخليفة المعتصم حتى يأتيك على فرسه الأبلق وينصرك، فذهب رجل مسلم فأخبر المعتصم , فانتفض في قصره وقال: والله لا يغشى رأسي ماء من جنابة حتى أذهب إليها وأنصرها بإذن الله، فخرج بجيش مسلم موحد، جيش يقوم الليل ويردد الأذكار، يقول أبو تمام:
تسعون ألفاً كأساد الشرى نضجت جلودهم قبل نضج التين والعنب
وقد جاء المنجمون إلى المعتصم وقالوا: لا تقاتل هذا الشهر؛ لأن الأنجم السبعة والشهب السبعة تشهد أنك ستهزم في المعركة، فقال: كفرت بكم وبعلمكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله, توكلت على الله، حسبي الله ونعم الوكيل، فخرج فدكدك المدن واحدة واحدة، فلما انتصر قال أبو تمام للمنجمين: يا خرافيون يا متخلفون، يا من يعيش على الفكر العفن، أما انتصر؟
أين الرواية أم أين الدراية ما صاغوه من زخرف فيها ومن لعب
بهارج وأحاديث منمقة ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
فالنصر في شهب الأرماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهب
وعاد وانتصر لأنه حمل لا إله إلا الله.