الشائعات عن الملتزمين مستمرة

المسألة الثانية عشرة: يشاع الآن، وسوف يشاع عن الملتزمين بشرع الله عزوجل، والمستقيمين على دينه أنهم متطرفون، فنقول لهم: ما معنى: التطرف؟ وما هي صور التطرف عند هؤلاء الشباب؟ ومن الذي يحق له أن يحكم عليهم بالتطرف؟ هل هو من حقوق من ليس من أهل الشريعة؟ ولا من حملة الكتاب والسنة؟ وهل يحق لبعض الناس ممن قلَّ تصورهم للشريعة وقلَّ عملهم بطاعة الله عَزَّ وَجَلَ، هل يحق لهم أن يحكموا على هؤلاء بالتطرف؟! ومفهوم كلامهم أن العصاة هم الوسط، ويجعلون الوسط التساهل في الالتزام بالسنة، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم التشاغل بالدعوة، وعدم الغضب لله عَزَّ وَجَلَ، بل يرون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جرحٌ للمشاعر -فيقول: لا تجرح مشاعرنا- ويثير المشاكل وهو من التدخل في شئون الغير، ويرى هؤلاء أن اتباع السنة والتقيد بها تشديد وتزمت، بما في ذلك اللحى؛ كأن اللحى جريمة! وهي اتباع لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والثياب القصيرة، وغير ذلك من صور الالتزام بالسنة، حتى إني رأيت بعض الشباب؛ إذا سألت أحدهم لماذا لا تعفي لحيتك؟ قال: حرجاً من إخواني وأهلي في البيت، فإنهم يؤذنونني إذا أطلقت لحيتي!!

لقد أصبحت الأمة الإسلامية في زمنٍ العامل فيه بالسنة في غربة، وهو المجروح، وهو الذي تنصب عليه السهام، بينما أصبح المخالف للسنة كأنه الوسط، المعتدل فكراً ومنهجاً!!!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015