من هذا المنطلق جمعت أحاديث صحيحة إن شاء الله، لقصص محمد صلى الله عليه وسلم، لمعجزاته ولما آتاه الله من آيات باهرة، وهو صلى الله عليه وسلم معجز في شخصه، ومعجز في القرآن التي أتى به، ومعجز في حالاته كلها، بل حتى في جسمه فهو عند بعض العلماء معجز، أوتي قوة ثلاثين من الرجال، فهو مهيأ ليقود العالم، كان صلى الله عليه وسلم يدور في ساعة واحدة على تسع نسوة من نسائه ويغتسل غسلاً واحداً، أتى في الخندق فما استطاع الصحابة وهم عشرات أن يدهدهوا صخرة فأتى فحملها، كان يقف في المعركة عليه الصلاة والسلام فلا يفر وإنما يبقى صامداً إلى آخر لحظة من لحظات المعركة، ومن خصائصه أنه ما كان يتثائب، لأن التثائب من الشيطان ومن خصائصه أنه ما احتلم؛ لأن الاحتلام من الشيطان، والشيطان لا يلعب على الرسول عليه الصلاة والسلام أبداً، عاش عليه الصلاة والسلام وأيده الله في المعجزات، عاش يتيماً عاش إلى الأربعين ما قرأ كتب ما درس ولا تعلم الخطابة وما درس الفتيا وما درس أصول السياسة وما تعلم الإدارة، وما تعلم أي علم أبداً فبعد أربعين سنة يخرجه الله عز وجل فإذا هو أفضل خطيب، وأعظم مفتي، وأشجع قائد: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2].
إن البرية يوم مبعث أحمدا نظر الإله لها فبدل حالها
بل كرم الإنسان حين اختار من خير البرية نجمها وهلالها
عاش في المجتمع أشبه شيء بالبداوة، ومع ذلك كان من أجمل الناس، وجهه كالقمر ليلة أربعة عشر، إذا جلس الجالس أمامه كأنه يجلس أمام الشمس أو القمر، ولذلك إذا صافحه مصافح أثرت أصابع المصافح في جسم الرسول عليه الصلاة والسلام، قال أنس فيما صح عنه رضي الله: {مسست كف الرسول عليه الصلاة والسلام فو الله ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كفه، وشممت رائحة الرسول عليه الصلاة والسلام فو الله ما شممت مسكاً ولا عبيراً أحلى من مسكه عليه الصلاة والسلام}.
ألا إن وادي الجزع أضحى ترابه من المسك كافوراً وأعواده رندا
وما ذاك إلا أن هنداً عشية تمشت وجرت في جوانبه بردا