وهنا مسألة: وهو أنه جاء في الحديث الذي مر معنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بقبرين يعذبان، فقال: {إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير} فشق جريدة نخل وغرزها في القبرين، وهنا يرد سؤال وهو: هل يفهم من الحديث أن لنا أن نفعل ذلك؟ أو للرجل الصالح إذا ذهب إلى مقبرة هل يغرز عصاً خضراء ليرحم بها صاحب القبر؟
جاء عن بردة بن الحصيب أنه أخذ عصاً ووضعها على القبرين، وقال: [[إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك]].
ورد أهل العلم من السلف وقالوا: هذا خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم لأمرين:
الأمر الأول: أن الله جعل فيه من البركة والتوفيق والصلاح والخير ما لم يجعل في غيره، فهي خاصة به.
الأمر الثاني: أنه صلى الله عليه وسلم علم أنهما يعذبان، أما غيره فقد يمر برجل في روضة من رياض الجنة، ويقول: إنه ليعذب وما يعذب في كبير، أو يمر برجل فاجر كافر من اليهود، ويقول: أرجو أن يرفع الله عنه العذاب ما لم ييبس، أو شيوعي من الشيوعية العالمية، ولهذا فإن القول بخصوصية النبي صلى الله عليه وسلم بهذا هو الصحيح.