الذي يشيع الجنازة أين يمشي؟ هل يمشي بجانبها أم وراءها، أم أمامها؟ فيه خلاف بين أهل العلم، والصحيح الذي دلت عليه النصوص أن من كان لا يحمل الجنازة وليس راكباً على دابة أو سيارة، فعليه أن يمشي أمام الجنازة، للحديث المتفق عليه عن ابن عمر، قال: {رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة}.
فكان عليه الصلاة والسلام يمشي أمام الجنازة.
فالسنة أن المسلم إذا لم يكن يحمل الجنازة مع الناس وليس براكب على سيارة أو دابة، أن يمشي أمام الجنازة إلى المقبرة، والسر في ذلك والله أعلم كما استشفه بعض العلماء، يقولون: من باب كأنهم شافعون فيه، أو كأنهم قدموا بين يديه يشفعون ويدعون ويترحمون قبل أن يصل إلى المقبرة، وهذا من الأسرار التي تعرض للفائدة.
ومن السنة كذلك ألا تتبع الجنازة بنار ولا بنائحة، وقد زجر عليه الصلاة والسلام أن تتبع الجنازة بنار، لأن هذا علامة شؤم، وإيذاء للميت أن يتبع بنار، أو ما شابه ذلك، وهذا لحديث عمرو بن العاص في صحيح مسلم: {ولا تتبعوني بنار ولا نائحة فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك}.
وأما النواح فقد علمتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة، ولعن صلى الله عليه وسلم النائحات، وقال للنساء: {ارجعن مأزورات غير مأجورات} وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة، فهذا من السنن في المشي مع الجنازة.
ومن السنن: ألا يرفع الصوت بالذكر لأنه بدعة، وبعض الأماكن والمناطق إذا ساروا بالميت، قالوا: لا إله إلا الله، ورددوا كلهم بصوت جميعاً، وهذا لم ترد فيه سنة ولا حديث عن المعصوم عليه الصلاة والسلام بل هو بدعة، والأولى للمسلم أن يتمسك بالسنة حتى يرد النص: {ومن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}.