ومن أضرارها أيضاً أن فيها إذهاباً للعقل الذي هو أعظم هبات الله للإنسان، فإذا أذهب هذه المنة، والنعمة، فقد تردى في الحضيض، وباء بالغضب واللعنة، يقول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عن العقل: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43] وقال أهل النار: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10] وقال عز من قائل: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة:269] أي: أهل العقول، فالذي أذهب عقله هو في مستوى البهيمة، ومستوى الحمار أو الثور، لا يدرك ولا يعرف شيئاً، قلَّت قيمته، وخفَّ وزنه، فلا رجولة فيه، ولا حياء، ولا مروءة، ولا دين ولا خير، أذهب الله بهاءه، ونزع الله رداءه من على جنبيه، وهتك ستره، وفضحه على عيون الناس.