ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
إذا عددت معايب الإنسان فاعلم أنه صالح، ولكن بعض الناس لا تستطيع أن تعد المعايب فهي عنده بالمئات، لكن بعض الناس لخيره تقول: ليس فيه إلا كذا وهذا خير، من غلبت محاسنه مساوئه فهو العدل في الإسلام، ومن غلبت مساوئه محاسنه فهو المنحرف أو غير المستوي في منهج الله عز وجل، لأن الله يزن الناس يوم القيامة بميزان آية الأحقاف، يقول سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف:16] فبين الله في الآية أن لهم مساوئ، وأن لهم خطايا وذنوب، وأنه يتجاوز عنهم سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، ولكنهم كما يقول الحديث: {إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث} بعض الناس ماؤه قليل أي شيء يؤثر فيه، حتى القطرة تؤثر فيه، ولكن بعضهم لمحاسنه ومناقبه بلغ قلتين: خمسمائة رطل، فمهما وضعت فيه لا يتغير أبداً لكرمه وبذله وعطائه، وعلمه وسخائه، وفضله ودعوته، وخيره وصلاحه وصدق نيته فقد تأتيه لفحات من لفحات الشيطان، لكنه بلغ القلتين.