علم ابن تيمية

أما قوة علمه فحدث عن البحر ولا حرج، كتاب سيبويه كتاب النحو ما وجد شيخاً يقرأ عليه كتاب النحو وهو من أعوص وأصعب كتاب للنحو عند المسلمين، فأتى ابن تيمية واستعان بالله عز وجل وبدأ: بسم الله الرحمن الرحيم وأخذ كراساً كبيراً وقرأ الكتاب بنفسه حتى ختمه ثم لاحظ ثمانين ملاحظة على سيبويه يقول: أخطأ فيها، حتى قال أبو حيان التوحيدي: إن سيبويه قد ألف كتاباً عظيماً قال: أخطأ سيبويه وأخطأت أنت وأخطأ في ثمانين موضعاً لا تعرفه أنت ولا سيبويه، وأخذ علم المنطق والفلسفة الذي هو أصعب من الحديد وتفكيكه أعظم من تفكيك الحديد فقرأه بنفسه ثم ألف رسائل يستدرك فيها ويخطئ أهل المنطق الذين ظلوا يدرسونه سنوات عديدة، فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا الله به في مستقر رحمته.

وهو -بحق- المنظر لعقيدة أهل السنة والجماعة؛ لأنها كانت مفتوتة، ولو أنها ليست بضائعة فكتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما العقيدة، ولكن كاتجاه فكري يصادم الاتجاهات الفكرية والبدعية، ابن تيمية هو رجل الحلبة ورجل الساعة في هذا الموقف، فجزاه الله عن المسلمين وعن الإسلام خير الجزاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015