ثالثاً: في سقوط الشيوعية درس للشيوعيين في البلاد الإسلامية والعربية، اعتبروا يا أولى الأبصار إن كان عندكم أبصار، أسيادكم المؤثرون وأعمامكم سقطوا، فكيف بكم أنتم؟! والعجيب أنه لما حاول الحزب الشيوعي أخذ السلطة من يد جرباتشوف قبل أيام، قام الشعب في موريتانيا بمظاهرة يقولون: تعيش الشيوعية، وأرسلت البرقيات من عند العملاء من كل مكان، والأذناب الذين يعيشون على الخيزرانات والسياط الذين جاعوا وجوعوا الشعوب معهم، يرسلون التأييد لهذا الحزب الفاشل، فلما انهار ورجع جرباتشوف قالوا: ما أردنا ذلك، إنما أردنا شيئاً آخر.
وسمعت هناك رجلاً اسمه أكرم في الحزب الشيوعي اللبناني في مقابلة بالهاتف مع هيئة الأخبار البريطانية، قالوا له: ما رأيك في هذا الحزب الشيوعي الذي استقل السلطة؟ مع العلم أن الناس يخرجون عراة من بيوتهم ويضطجعون أمام الدبابات يرفضون الشيوعية، ما هو الدليل؟
قال: لا يعني ذلك فشل الشيوعية، فقد أثبتت نجاحها، لكن الفشل فشل من قام بها وأثبتها للناس، قبح الله ذاك الوجه، أصحابها يقولون: فشلت واحترقت وتدمرت وهذا العميل المرتزق أعمى البصر (أعور ويناقر) يقول: لا ما سحقت.
مليار شيوعي الآن يعلنون أنهم يريدون أن يخرجوا من ثيابهم ولا يريدون الشيوعية أبداً ويعلنون أنها فشلت، ثم يفاجأ هذا بعدها بأن جرباتشوف يحل نشاط الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي يقول: محذور! يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف:38] فرأيت الرافعات في موسكو تذهب بواسطة العمال إلى تمثال لينين لتسقطه في الأرض فيسعى الناس من شرفات المنازل ومن الحدائق ويقفزون بالأحذية فيسحقون وجهه، ثم ترفع الرافعة الأخرى على استالين فتسقطه، فيسعون ويدوسونه بأقدامهم، حتى يبيدوا الصور، فما معنى ذلك؟ معناها الخزي والعار، قال تعالى: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ} [فصلت:16].