علامات الفتن التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم

نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، كان عليه الصلاة والسلام يقول لـ عمار: {استعذ بالله يا عمار من الفتن.

فيقول عمار: أعوذ بالله من الفتن} يقول عليه الصلاة والسلام في الصحيح: {يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبع بها شعث الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن} وقد حدث هذا، فالإنسان يتمنى يوم يرى بعض المناظر أنه ما عرف الحياة، أو أنه في جبل، أو أنه يتصل بالله بشعبٍ من الشعاب، لكن ماذا يفعل؟ ينسحب! ينهزم! والله عز وجل يقول: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ} [الحج:40] ويقول: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251] لكن لابد من كلمة الحق، ولابد من الدعوة إلى منهج الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى.

من علامات الفتن التي أخبر بها عليه الصلاة والسلام ما ثبت في الصحيح أنه قال: {صنفان من أمتي لم أرهما اليوم، أناس معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات مائلات مميلاتٌ رءوسهن كأسنمة البخت لا يريحون رائحة الجنة}.

أما نساء مائلات مميلات فقد وجدن، وقد شرحها النووي بشرحٍ يختلف عن شرح هذا العصر، ولو عاش النووي هذا العصر لغير من شرحه، مائلات يملن القلوب والأرواح والأفئدة، وقيل: يملن بأجسادهن وقد حدث هذا، فتاة الإسلام تخرج من بيت أبيها متجملةً متعطرةً متطيبةً، نابذة لا إله إلا الله وراء ظهرها، وعرضها، وحجابها، وسترها لتقول للمجرمين: انظروا، تعود بلعنة -والعياذ بالله- وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {إذا تعطرت المرأة وتزينت وخرجت من بيت زوجها -أي: بدون إذنه- لا زالت الملائكة تلعنها حتى تعود إلى بيتها} وفي لفظ في السنن: {فهي زانية} من فعلت ذلك فهي زانية؛ لأن العيون نظرت إليها، فحذارِ حذارِ من هذه الفتن، ويقول عليه الصلاة والسلام: {ما تركت على أمتي أشد فتنة من النساء} إبليس لم يستطع لكثير من المهتدين إلا عن طريق النساء.

أقول للنساء علَّ سامعةً أن تسمع، وعلَّ مبصرةً أن تبصر، وعلَّ مؤمنةً أن ترى وتتدبر وتتفكر:

يا أختي! يا أمي! يا أيتها المسلمة! اتقي الله في إيمانكِ وعرضكِ، اتقي الله في هذا المجتمع، اتقي الله في العباد والبلاد، أنت المسئولة الأولى عما يجترف أو يكترث الشاب في هذه الناحية من تعريض نفسك للفتن، وتعريض غيرك للمخاطر.

يا أمة الله! بيتكِ بيتكِ، يا أمة الله! أين الإيمان؟ أين تربية محمد عليه الصلاة والسلام، أين قول الله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33].

وقفت عائشة بعد موته عليه الصلاة والسلام سنوات في بيتها كانت تتحجب، وكانت تردد {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ} [الصافات:24] وصح أنها قرأت ضحى إلى الظهر قوله سبحانه: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور:27 - 28] وتبكي أين هذه التربية الخارقة؟ أين تربية وآثار الإسلام؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015