أسباب النكبات والمصائب

فتح المسلمون قبرص في عهد أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه، ففرح المسلمون وضحكوا وانشرحوا وبكى أبو الدرداء، قالوا: مالك؟!

قال: [[أبكي من خاتمتنا أن تقع مثل خاتمة هؤلاء، بينما هم في الدور والقصور عصوا الله فسلطنا الله عليهم، فأخشى أن نعصي الله فيسلطهم علينا]] وبالفعل مرت السنوات فلما انحرف المسلمون، تسلط عليهم النصارى فأبادوا خضراءهم واستولوا على بيت المقدس حتى أتى صلاح الدين ففتحه باسم الله.

صلاح الدين كردي ليس من العرب، وابن الصلاح -صاحب مقدمة ابن الصلاح - المحدث كردي، وأحمد شوقي كردي، وابن خلكان كردي، وابن الأثير كردي، {إِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:89] أقول هذا الكلام رداً على القوميين، الذين يقولون إنه لا يصلح للدين إلا العرب، فإن دين الله يعطيه من يشاء سُبحَانَهُ وَتَعَالى.

لما فتح صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس فلما أذن المؤذن ما بقي أحد من المسلمين إلا بكى، ثم قام الخطيب الحلبي فاستفتح بحمد الله وقال في الخطبة يوم النصر:

تلك المكارم لا قعبان من لبن وهكذا السيف لاسيف ذي يزن

القصيدة لـ أبي الصلت، يمدح ملك اليمن ذي يزن وهو جاهلي، يقول:

تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

قصيدة طويلة، فأخذ العالم نصف البيت فقال:

تلك المكارم لا قعبان من لبنٍ وهكذا السيف لا سيف ذي يزن

يقول: أنت يا صلاح الدين الولي العابد، ولا ينصر الله إلا أولياءه، وصلاح شرف لنا ولو أنه كردي، بطولاته وانتصاراته تاريخ لنا، غفر الله له وجمعنا في دار الكرامة، وما ترك إلا سيفاً ورمحاً ودرعاً وفرساً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015