وهذه من الحروز التي ذكرها ابن القيم في بدائع الفوائد.
ففي صحيح البخاري: عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كُتِبَت له مائة حسنة} انظر إلى الأجور!
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً بالله هل لخراب الدار عمرانُ
ويا حريصاً على الأموال تجمعها أقصر فإن سرور المال أحزانُ
يا متعب الجسم كم تسعى لراحته أتعبتَ جسمك فيما فيه خسرانُ
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ
{من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كُتِبَت له مائة حسنة، ومُحِيَت عنه مائة سيئة، وكانت له عدل عشر رقاب من ولد إسماعيل، كأنه أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يُمْسي، ولم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل بعمله أو زاد عليه}.
مائة (لا إله إلا الله) تأخذ عشر دقائق، وقيل: سبع، وقيل: ست.
وأوقاتنا تذهب سدىً في الفكاهات، وفي الطُّرَف، والمزاح، واللعب، والذهاب والإياب، وليتها في هذه وحسب؛ لكن في الغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، والوشاية بين الجيران والإخوان والعشائر والقبائل، وفي التناحر، والتكالب على الدنيا، فنسأل الله أن يحسن لنا وإياكم الحال.
فنحن كما قال الأحنف بن قيس عندما قال: [[عرضتُ نفسي على القرآن فوجدتُ الناس ثلاث فئات، وجدتُ أناساً في القرآن:
أبراراً: لستُ منهم.
أخياراً: يقول الله عنهم: {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:17 - 18] وأنا لستُ منهم.
ووجدتُ طبقة أخرى: وهم كفار فجرة، يكذبون بالله واليوم الآخر، فلستُ منهم والحمد لله.
ووجدت نفسي عند قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [التوبة:102]]].
فنحن من هذا الصنف، نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.