قصيدة في المجاهدين

بين يدي قصيدة لفضيلة الشيخ الدكتور زاهر بن عوض الألمعي بعنوان "قادة الأفغان لا تختلفوا":

سألت: أين الوفا؟ أين التواصل؟ قلت: أحلى ملتقىً في عرس كابل

من حوالينا بدور أشرقت بالجهاد الحر في كل المعاقل

يلتقي القادات في قواتهم لالتحام الصف من تلك الفصائل

والجباه السمر من خوض الوغى سطعت نوراً وباتت كالمشاعل

فإلى كابل تنداح الرؤى واجتماع الشمل أولى بالتواصل

نظرت ليلى وقالت: حسرةً فاضت الأنباء من حقٍ وباطل

والإشاعات بدت آثارها في اختلال النصر في تلك المحافل

وانقسامات القوى تضعفها واختلاف الرأي أدنى للتقاتل

قلت يا حسناء! لا تصغي إلى خدعة الخصم وأفاكٍ وسافل

فالأباة الصيد ما لانت لهم عزمةٌ أو حال دون النصر حائل

والمغاوير الألى قد وثبوا وثبة الأسد ونهر الموت سائل

رفعوا الرايات فانجاب الدجى ومضوا في عزة الشهم المنازل

فسلي بامير عن صولتهم وسلي كابل عن تلك الجحافل

واطربي إن كان للنصر هوىً في شغاف القلب واجتازي المهازل

هذه كابل في قبضتهم هذه الدنيا صغت والنصر ماثل

أينما وجهت في تلك الذرى خلتها تفخر بالصيد البواسل

والأنوف الشم في أرجائها عشقت في الله أصوات القنابل

وقفت كالطود في ساحِ الوغى دحرت قوات زنديقٍ وصائل

أنقذت كابل من وحشتها وأزاحت بالهدى كل العوازل

فالأناشيد والأبيات شدت في الربى في البيد في قفرٍ وآهل

والهتاف الحر دوى بهجةً عازفاً ألحان مقدام مقاتل

وصدى التكبير في رحب الفضا يملأ الآفاق في رعدٍ وهاطل

قادة الأفغان لا تختلفوا فانقسام الصف لا يرضاه عاقل

أنتم اليوم على بوابةٍ يرصد العالم مقتولاً وقاتل

فعلى درب الجهاد انتظموا فالمدى أبعد في سير القوافل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015