المجلة الخليعة

مرض الشهوات ينتشر في المجلة الخليعة، أن تتداول بين شباب الإسلام، شباب مراهق، شباب ما امتلأ قلبه بالإيمان، شباب ليس عنده نوافل، شباب لا يعود إلى زوجة عفيفة على كلمة الله عز وجل وعلى حكم الإسلام فيأتي ويصل إلى الجريمة، ولذلك تتداول المجلة الخليعة في بعض الأماكن أكثر من المصحف ومن صحيح البخاري وصحيح مسلم.

الأغنية الماجنة تأتي مكان القرآن الكريم، فتسمع صباح مساء، وكوكب الشرق تقول:

هل رأى الحب سكارى مثلنا

ويستمعها بعض الناس ويقول: ما أبلغ هذه الكلمات! لا.

ما رأى الحب فاشلين ولا متخلفين مثلكم، وحبكم ليس من الحب الذي يريده الله عز وجل، الحب أن تحب الله ورسوله والمبادئ الخالدة الأصيلة، ولذلك يقول أحد الفنانين:

يا من هواه أعزه وأذلني كيف الوصول إلى سبيلك دلني

الوصول يكون على طريقك عن يسارك إلى النار، إن لم تتب إلى الله الواحد القهار، فإن الذلة والاستخذاء للمسرح وللمرأة وللكأس ليست رسالة المسلم، هذا المسلم فكيف إذا كان جندياً؟ أنت أيها الجندي يُنظر إليك نظر اعتبار في مجتمعنا، وفي كل المجتمعات، ينظرون إليك وكأنك درع وخوذة، وأنك أنت الذي تدفع غارات الأعداء وتحافظ على أمانة رسالة الإسلام، وتعد نفسك لتدفع دمك رخيصاً في سبيل الله لا في سبيل أحد، لأن من يدفع دمه في سبيل أي أحد يدخل النار، يقول أبو موسى: {يا رسول الله! الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله}.

فأنت يُنظر إليك وكأنك المعلم البارز، أو كأنك السياج، أو أنك بعد الله عز وجل تدافع بدمك وروحك لكن في سبيل الله، فالله الله لا تطفئ لموعك وحبك وإيمانك وطموحك بالشبهات أو بالشهوات.

يا أمة الأصالة! يا أمة الرسالة! يا أمة العمق وأمة الحب والإيمان والطموح بمعناه الأصيل! أنتم الآن مرشحون لقيادة البشرية، لكن بشيء واحد وهو الإيمان، بالإيمان الذي يوصلك إلى معالم الإيمان وعمل الإيمان ومزاولة الإيمان، ليس إيمان غلاة أهل الصوفية الذين يقول أحدهم: لا أصلي.

قالوا له: صلِّ قال: لقد وصلت.

قالوا: كيف وصلت؟ قال: يقول الله عز وجل: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] فإذا أتاك اليقين فقد قضيت ما عليك وقد أتاني اليقين، وهو كاذب على الله، فاليقين في هذه الآية عند أهل السنة والجماعة معناه الموت، واعبد ربك حتى يأتيك الموت، لا فسحة للمؤمن من عبادة الله حتى يأتيه الموت.

فالإيمان الذي يراد من هذا الكلام إيمان يحملك في صلاة الفجر -والصقيع يتهدر عليك، والثلج يتساقط عليك- إلى المسجد لتعلن قوة إيمانك.

أخبرني بعض الإخوة أن زميلاً له ذهب إلى لندن ليدرس هناك، واشتد الشتاء هناك وتساقط الثلج، فكان يقوم هذا الرجل في ساعة واحدة مع صلاة الفجر ليصلي الصلاة، ويأتي إلى صنبور الماء فيتوضأ ويذهب إلى المسجد، فيصلي ويعود، وكانت هناك عجوز تلحظه دائماً، فأخذت تسأله وتقول: مالك تذهب في هذه الساعة؟ قال: لأصلي.

قالت: ما هي الصلاة؟ قال: ديني يأمرني بهذا، قالت: أخرها، أو أجلها قليلاً لوقت الدفء.

قال: هذا وقتها ولن أؤجلها.

فأخذت تضحك وتهز رأسها وتقول: هذه إرادة تكسر الحديد.

إن الذي لا يذهب لصلاة الفجر في شدة الثلج والبرد سوف يفشل في المعركة، وهو أول من ينهزم، وأول من يسلم بلاده وتراثه ومجده وكرامته، لأنه ما أعلن صموده ولا صبره مع الرسالة الخالدة والمبادئ الأصيلة.

أيها الإخوة: أشكر الله عز وجل أن أجلسني أمام هذه الطلعات المؤمنة، التي تبشر بالخير للإسلام والمسلمين، والتي تعلن بتفوق أن المستقبل لهذا الدين، والتي تخبرنا أن هناك أياماً تستقبلنا بيضاء إن شاء الله، لنعيد مجد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وصلاح الدين.

سلام الله عليكم، وشكر الله لكم حسن استقبالكم وضيافتكم وحفاوتكم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015