الطريقة الثالثة: التعليم بالوعظ

ثالثها في تعليمه صلى الله عليه وسلم للناس: تعليمه بالخطابة والوعظ:

وإذا خطبت فللمنابر هزة تعرو الندي وللقلوب بكاءُ

وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً في بردك الأصحاب والخلطاءُ

وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاءُ

يخطب صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؛ فتدمع القلوب قبل العيون، ويتكلم في الناس؛ فتبكي الأرواح قبل المقل، يتكلم عليه الصلاة والسلام، فتهتز المنابر؛ بل جزع الجذع لما فارقه عليه الصلاة والسلام، كما في حديث جابر في الصحيح.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيد الخطابة، بل هو أعظم خطيب عرفته البشرية، مع أنه ما درس الخطابة، لكن علمه الله عز وجل إياها، فدعا بها.

والوعظ كذلك كان من منهجه صلى الله عليه وسلم؛ ولا بد للمسلمين في الدعوة من أمرين: من منبر للوعظ، ومن حلقة للتدريس، منبر الوعظ يشحن القلوب ويقودها إلى باريها، وحلقة الدرس هادئة تربي العلم التأصيلي في النفس، فلا بد من خطباء ووعاظ، ولا بد من علماء وفقهاء مؤصلين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015