طاعة المسئول في طاعة الله

المسألة الخامسة: طاعة المسئول في طاعة الله عز وجل: {من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله} حديث من الرسول عليه الصلاة والسلام.

ويقول عثمان رضي الله عنه وأرضاه: [[إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن]] ومعنى ذلك: أن الله يردع بالسلطان ما لا يردع بالقرآن، أتظن أن الناس يرتدعون بالآيات البينات كلهم، المجرم لو قرأت عليه القرآن ثلاثين مرة يبقى مجرماً، لكن إذا وجد سلطاناً وسيفاً وحديداً ارتدع، وهذا يردع كثيراً من الناس، فالسلطان ظل الله في الأرض من أهانه أهانه الله.

وعند أحمد في المسند: {ثلاثة حق على المسلم توقيرهم: حامل القرآن غير الجافي فيه ولا الغالي، وذي الشيبة المسلم، والسلطان العادل} هؤلاء يكرمهم الله، وحق أن توقرهم، لأنهم اتقوا الله، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] أي: في طاعة الله عز وجل، فإذا عصي الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وفي الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا بايع الصحابة قال: {فيما استطعتم}.

وقال أبو بكر الصديق في أول خطبة رنانة له في أول يوم تولى فيه الخلافة: [[أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيت الله فلا طاعة لي عليكم]] وهذه من الكلمات النيرة لـ أبي بكر الصديق.

قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: {من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني} أي: في طاعة الله عز وجل وفي طاعته عليه الصلاة والسلام، وهذا أمر لابد أن يعلم، فما قلته من نفسي وإنما قاله أبو القاسم عليه الصلاة والسلام، ونحن ليس لنا قول معه يحتج بقوله على الأقوال، ولا يحتج بالأقوال على قوله، فقوله إذا ذكرت الأقوال ميزة، وفعله إذا ذكرت الأفعال برهان، وحاله إذا ذكرت الأحوال عرفان، فهو الذي عصمه الله سراً وظاهراً، غيباً وشهادة، صلى الله عليه وسلم.

قال ابن مسعود: {يا رسول الله، إذا أدركنا ولاة لا يعطوننا حقنا قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم، فإن الله سوف يسألكم عن حقكم ويسألكم عن حقهم} أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث متفق عليه بنحوه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015