إن من أسرار لا إله إلا الله أن نصرف أعمارنا في مرضاة الله.
سعيد بن المسيب وهو سيد التابعين، الذي بكى من خشية الله حتى ذهبت عينه اليمنى، وقالوا له: اخرج إلى وادي العقيق في المدينة لترى الخضرة والماء، علَّ بصرك أن يعود، قال: لا أخرج من المسجد، كيف تفوتني صلاة في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام وهي بألف صلاة فيما سواه، ولما حضرته سكرات الموت، بكت ابنته، فقال: [[لا تبكي علي والله ما أذن المؤذن من أربعين سنة، إلا وأنا في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام]] هذا هو العمل الصالح، هذا هو الحسن والمؤهلات، يوم لا يجدي المال ولا المنصب ولا الوظيفة.
والأعمش حضرته الوفاة فبكى أبناؤه وقال: [[لا تبكوا عليّ فوالله ما فاتتني تكبيرة الإحرام في الجماعة خمسين سنة]] طوبى لهم
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
اللهم فاجمعنا بهم في دار الكرامة: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} [القمر:55].
أيها المسلمون! ومن أسرار لا إله إلا الله، شكر النعم، فلا إله إلا الله ما تستقيم في الأرض إلا أن تشكر الله على السمع والبصر وعلى الفؤاد، وعلى الإيمان والأمن والستر والعافية، وعلى رغد العيش في الأوطان.