يقف عليه الصلاة والسلام على المنبر، وحر الشمس يتوقد، والناس في عسر ومشقة، وهو يجهز جيش العسرة إلى تبوك، فيقول: {من يجهز هذا الجيش وأضمن له الجنة} فيتلكأ الناس؛ لأنها ميزانية ضخمة، ومال باهظ عظيم، فيقول: {من يجهز هذا الجيش وأضمن له الجنة} وهو أصدق الصادقين، وهو الضمين الذي لا يخلف، وهو الكفيل الذي لا يكذب، فيقوم عثمان بين الناس - عثمان البذل والعطاء، عثمان الصدقات والأعطيات- فيقول: يا رسول الله! أشهد الله وملائكته، وأشهدك أني أجهزها في سبيل الله، أرجو ذخرها وبرها عند الله، بخٍ بخٍ، غفر الله لـ عثمان ما تقدم من ذنبه وما تأخر: {اللهم ارض عن عثمان} ثم أخذ صلى الله عليه وسلم يقول: {ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم} وكيف يضره ما عمل؟! وهو أعتق نفسه من النار والعار والدمار، واشترى نفسه من الله.