ولذلك أثر عن ابن عباس رضي الله عنه في اللسان، أنه وقف على الصفا وأخذ يبكي ويمسك بلسان نفسه ويقول: [[يا لسان! قل خيراً تغنم أو اسكت عن شر تسلم]] فالذي أوصي نفسي وإياكم به هو تقوى الله في اللسان، وهو أعظم ما يتقى، فإن أعظم ما يصاب العبد بالذنوب والخطايا من اللسان فليتق الله العبد في لسانه، فلا يتكلم إلا بخير.
قال أحد التابعين: جلسنا مع عطاء بن أبي رباح ثلاثين سنة في الحرم ما كان يتكلم إلا بذكر الله أو بآيات الله، أو بأمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو بحاجة لا بد منها، فقلنا له في ذلك، فقال: [[مالكم! أتنسون أن عليكم من يحفظ أنفاسكم ومن يسجل كلماتكم ويحاسبكم به أمام الله؟ {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]]] فالله الله في حفظ اللسان.
تحفظ اللسان من اللعن والبذاءة والفحش، ومن الإسراف في المزاح الذي لا يرضي الله عز وجل، ومن كثرة اللغو بغير ما يرضي الله عز وجل، ومن الغيبة، والنميمة، والاستهتار والاستهزاء، خاصة بالأخيار، وبالعلماء، وبطلبة العلم، وبالدعاة، فإن هذا هو النفاق الظاهر الذي لا نفاق بعده.