ولكننا نخاف من مثل هذه الموجات، أن يستغل أهل الإسلام في تثبيت الأمن والاستقرار لغيرهم وقد فعل أتاتورك في تركيا، وأخذ الفتية وغررهم وأسقط الخلافة، وقال: نعم للإسلام لما دخل به، فلما استقل بالحكم قال: لا للإسلام، ودخل تلاميذ ابن باديس في الجزائر ضد فرنسا بالإسلام، وقال لهم أصحابهم: نعم للإسلام، فلم استقر لهم النصر واستتب لهم الأمان قالوا: لا للإسلام، ودخلت باكستان في الإسلام وغامر شبابها، فلما اتحدت واستقلت أخذ محمد علي جنة فقال: لا للإسلام! وكذلك في مصر.
فالذي يحذر منه أن تؤخذ هذه الدماء ثم يقال: لا للإسلام، لكن أملنا في الله عز وجل الواحد القهار؛ أن يعيد لنا مجدنا وكرامتنا وريادتنا وتصدرنا، وأن يجعلنا كما كنا خير أمة أخرجت للناس.
عباد الله! صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً} اللهم صلّ وسلم على حبيبك ونبيك محمد، وارض اللهم عن أصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفوفهم وخذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، اللهم وفقنا لكل خير، اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور، اللهم انصر كل من جاهد لإعلاء كلمتك، اللهم انصر عبادك المجاهدين في أفغانستان وفي فلسطين وفي كل بقعة من أرضك يا رب العالمين، اللهم ثبت أقدامهم، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم وحد كلمتهم واجمع شملهم وسدد سهامهم في نحور أعدائهم.
اللهم وفق أئمتنا وولاة أمورنا لما تحبه وترضاه، واهدهم سبل السلام.
اللهم بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق أحينا ما كانت الحياة خيراً لنا.
وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغنى، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.