أيهما أفضل: الغني الشاكر أم الفقير الصابر

المسألة الثالثة والعشرون: مسألة أوردها ابن تيمية في الفتاوى، وهي هل الغني الشاكر أفضل أم الفقير الصابر؟ قال ابن تيمية: ألف بعض أهل العلم كتباً في هذا، والمسألة يسيرة والحمد لله، فبعضهم قال: الغني الشاكر أفضل؛ لأنه ينفق ويضيف ويعطي ويمنح.

وقال بعضهم: الفقير الصابر أفضل لأنه صبر وأخذ وجاهد وتحمل.

قال ابن تيمية: وليس بصحيح هذا الجواب.

و صلى الله عليه وسلم أن أتقاهم لله هو أفضلهم، إن كان غنياً شاكراً وهو أتقى من الفقير الصابر فهو أتقى وأفضل، وإن كان الفقير صابراً وأتقى من الغني الشاكر فهو أتقى عند الله وأفضل.

ولذلك تجد أن بعض الناس عنده ملايين، وهو أتقى لله عز وجل من الفقير الذي لا يجد عشاء ليلة، وتجد بعض الفقراء تقياً لله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] فلا تسأل عن مال الإنسان ولا عن أولاده ولا عما عنده من تراث، ولكن اسأل عن تقواه لله عز وجل، فقيراً كان أو غيناً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015