المسألة السادسة عشرة: جلوس كل واحد في المكان اللائق به؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه المضيف جلس في آخر المجلس، وقدم ضيوفه عليه الصلاة والسلام، فلا ينبغي للإنسان أن يدخل ضيوفه، ثم يتربع وسط المجلس ويجلسهم في أطراف المجلس، ويستخدمهم، فليس هذا هو اللائق به، بل يجلس في مكانه.
وكذلك إذا دخل العالم الكبير له أن يجلس وسط المجلس وكذلك السلطان فلا يأتي ويقول: أظهر التواضع وأجلس على الأحذية.
فهذا غير صحيح فإن الله قد جعل لكل شيء قدراً {أنزلوا الناس منازلهم} فإن الذي يجلس في مكان غير لائق به سخيف، والذي يجلس في مكان أكبر من قدره متكبر، فالإنسان يعرف قدره ويعرف أين يجلس.