المسألة الخامسة عشرة: أن المدعو إذا وصل إلى دار الداعي فلا يدخل بغير استئذان، فـ أبو هريرة لما ذهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم استأذن ودخل.
وهناك حديث في السنن: {إذا أرسل الرجل رسوله فهو إذنه} والمعنى: أنك إذا أرسلت إلى أحد الناس ابنك أن يأتي، فإنه يدخل مع ابنك ولا يستأذن مرة ثانية، والجمع بينه وبين هذا الكلام أنه يختلف باختلاف الحال، فإذا علمت أن هذا الرجل دعاك وليس قبله أحد يهيئ المكان ولا يصلح الشأن، فلا يحق لك أن تدخل مباشرة، بل تقف بعيداً عن الباب، وهذا من أدب الإسلام، وتدعه يدخل ويأخذ راحته ويهيئ المكان، وينظم المجلس، فربما يكون البيت في حالة لا يحسن أن تدخل عليها، فإذا علمت أنه تهيأ وقال: ادخل، وأذن لك أن تدخل فادخل، أما أن تدخل معه مباشرة فإنه قد يستحي منك ولا يقول لك: انتظر.
فهذا من أدب الإسلام، فـ أبو هريرة انتظر حتى قال له صلى الله عليه وسلم: ادخل، وهذا أمر واجب.
وقد مر معنا باب الاستئذان، ومن فقهه الله في دينه تفقه.