ومنها: ألا يهول عليهم الوعظ، وألا يبالغ في النقل، ولا يجازف في العبارات، بل يأتي بكتاب الله عز وجل، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يزيد على ذلك، فإن بعض الوعاظ يحملهم الإشفاق والغيرة على أن يزيدوا على الكتاب، فتجده إذا تكلم على معصية جعل عقابها أكثر مما جعله الله عز وجل، حتى إن من يريد أن ينهى عن الدخان وشربه، يقول مثلاً: يا عباد الله! إن من شرب الدخان حرم الله عليه الجنة، وكان جزاؤه جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً، وهذا خطأ؛ لأن هناك موازين في الشريعة، هناك شركٌ يخرج من الملة، وهناك كبائر وصغائر، وهناك مباحات {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} [الطلاق:3].
فوضع الندى في موضع السيف بالعلى مضرٌ كوضع السيف في موضع الندى
فعلى الداعية: أن لا يهول على الناس، كذلك لا يهول جانب الحسنات كالحديث -وهو ضعيف- الذي يقول: {صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاةٍ بلا سواك} وحديث آخر باطل: {من قال: لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله، بنى الله له سبعين قصراً في الجنة في كل قصر سبعون حورية على كل حورية سبعون وصيفة} ويبقى في سبعين من صلاة العصر إلى صلاة المغرب، مع العلم أن الأجر الذي عليه محدد من الشارع الحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتهويل ليس بصحيح، بل يكون الإنسان متزناً في عباراته، يعرف أنه يوقع عن رب العالمين، وينقل عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم.