صفات المرأة المسلمة عشر صفات، إذا وُجِدَتْ في المرأة فلتبْشِر بالجنة من أول الطريق، ونبشرها من هذه الليلة بجنة عرضها السماوات والأرض، فنحن شهداء الله في أرضه.
{مُرَّ على الرسول عليه الصلاة والسلام بجنازتين: الأولى شهدوا لها بالإيمان قال: وجبت وجبت وجبت، والثانية: شهدوا عليها بالسوء قال: وجبت وجبت وجبت، فسألوه قال: الأولى أثنيتم عليها خيراً فقلت: وجبت لها الجنة، والثانية أثنيتم عليها شراً فقلت: وجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه}.
الصفة الأولى: إيمانها بالله تبارك وتعالى:-
إيمان يصاحبها في الليل والنهار، في الحل والترحال، قائمة وقاعدة وعلى جنبها، إيمان يجعل رقابة الله أقرب إليها من حبل الوريد، تتذكر الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى في الخلوة والجلوة، في السر والعلن، والضراء والسراء.
وسوف أعود للصفات بشيء من البسط.
الصفة الثانية: لزومها بيتها، وعدم تبرجها، وعدم خروجها إلا لحاجة ماسة:-
فبيتها أمانها، ومعبدها وسترها، وحياؤها ومستقبلها، وهذا مسئوليتها في الإسلام، لا يطلب منها أن تكون موظفة ولا عاملة ولا وزيرة، ولا يطلب منها أن تكون جندية في الجيش، ولا حارسة في الشرطة، وإنما بيتها بيتها.
الصفة الثالثة: غض بصرها وحفظ نفسها وزوجها بظهر الغيب:-
يوم تنام العيون إلا عين الله، ويوم تغفل الرقابات إلا رقابة الله، ويوم لا يستطيع البشر كشف السرائر وما في الضمائر ولا يكشفها إلا الواحد الأحد، فتستر نفسها وتغض طرفها، وتحفظ سمعها وبصرها، فيجازيها الله أن يكسوها يوم العرض الأكبر ويدخلها جنة عرضها السماوات والأرض، وينجيها من نار تلظى.
الصفة الرابعة: حفظ لسانها عن الغيبة والنميمة واللعن والفحش والأذى:-
فهي صائمة في لسانها، صائمة عن الكلام البذيء، عن الغيبة، والنميمة، واللعن، لا تتكلم إلا بذكر الله، صَيِّنَة دَيِّنَة، يحمي الله عليها عرضها كما حمت أعراض المسلمين.
ويا مسلمون: والله الذي لا إله غيره إن من أكثر مجالس اللغو، ومجالس الغيبة، واللعن، مجالس النساء، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام: {أُرِيْتُ النار فرأيت أكثر أهلها النساء} النساء أمرهن عظيم، وشأنهن إن لم يعصمهن الله بالدين عظيم، المرأة إذا فسقت من النساء، تصبح كالساحرة تفرق بين المرء وزوجه، وبين الإخوان، وبين الرجل وأبنائه، وبين الجيران، وبين القبائل، وبين العشائر، وما أَشْعَلتْ حربَ داحس والغبراء إلا امرأة، وعبس وذبيان سكبوا دماءهم على امرأة، قال زهير:
تداركتما عبساً وذُبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر مَنْشِمِ
وهي امرأة؛ ولكن كم لها من الأجر إذا صلحت.
الصفة الخامسة: حفظ سمعها عن الغناء والخنا وما في حكمه:
هذا عصر الغناء والمسرحيات والمسلسلات والتمثيليات والضياع، إن لم يحفظ الله العبد في بيته.
انظر لعبد يترك بيته، ثم يملأه بالفواحش والغناء والمسلسلات، والمسرحيات والتمثيليات، والمجلات الخليعات، كيف تصلح البنات؟ وكيف يصلح الأطفال؟ كيف يهتدي البيت؟ وكيف تدخله الملائكة؟ وكيف يأتي رغد العيش؟ أي رجل هذا؟! تكفيه الصلوات الخمس في المسجد ويضيع بيته؟! {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6] عصر فتنة، عصر تنقُلُ لك الشاشةُ فيه ما يحدث في باريس وواشنطن وموسكو، عصر تأتيك فيه المسرحية بما يأتي في بيوت الدعارة والخمارات والبارات، وأنت في البيت، عصر ترى فيه الأشكال، من يهودية، وصهيونية عالمية وشيوعية وماسونية وعلمانية، تأتيك وأنت في البيت، إن لم تتحصن بالإيمان.
الصفة السادسة: على الزوجة احترام زوجها، والقيام بحقه، والحرص على راحته، وطاعته في طاعة الله عز وجل:-
الزوج أوسط أبواب الجنة إن حفظته الزوجة دخلت من هذا الباب إلى الجنة، وإن ضيعته ضيعت طريق الجنة، الزوج يقول عليه الصلاة والسلام عنه في حديث صحيح: {لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها} فلا إله إلا الله كم للزوج من حقوق؟! ولا إله إلا الله كم له من واجبات؟! ولا إله إلا الله كم ضُيعت حقوق الزوج؟! بعض النساء اليوم لا ترى لزوجها عليها فضلاً، بل هي تتأمر في البيت، ترفع صوتها وتفحش عليه، تلقاه بالغضب، تضاربه، تناقشه، تُمَشْكِل عليه الخصومات، تجمع عليه المشكلات، وهو الذي يكدح عليها، وهو الذي حمى عرضها، وهو الذي أخذها من بيت أبيها فعصمها بإذن الله من الفاحشة، وهو الذي أنجبت بواسطته أبناءً، وهو الذي رعاها، وهو الذي قدم عرقه ودموعه ووقته من أجل لقمة العيش، وهو الذي يقوم بكل شيء في البيت، ويصول ويجول من أجل هذه المرأة.
الصفة السابعة: اقتصاد المرأة في المعيشة، وعدم الإسراف في المسكن والملبس، والمأكل والمشرب:
يوم وُجدنا في عصر التبذير وعصر الإسراف، رأينا بعض الناس يغير أثاث البيت كل سنة، ليس عنده وعي، لا يتفكر في القبر، يعيش على هيجان وعلى طفرة هائلة، يغير أثاث بيته كل سنة، فيقدم من الكنبات ويباهي الجيران والجارات، والممثلين والممثلات، والمغنين والمغنيات، مع امرأة لا ترضى إلا بأغلى شيء في السوق، ولا ترضى أن تقدم لها شيئاً رخيصاً، وهذه المرأة لا بد لها أن تراجع حسابها أولاً مع الله، يقول الشيخ أبو بكر الجزائري في كتاب المرأة المسلمة:" امرأة هنا في هذه البلاد ثبت لدينا أنها كلفت زوجها أن يشتري لها ثوباً بثمانية عشر ألف ريال"، وهذه القصة عودوا إليها في كتابه، وهو ثقة لدينا، ثَبْتٌ عالم علامة، ثمانية عشر ألفاً في ثوب واحد، وأخبرنا بعض الثقات أن شرعة في بعض الحفلات من حفلات الزواج بخمسة وعشرين ألفاً.
أين عقل الزوج؟! وأين عقل هذه المرأة؟! يريدون الآخرة! تفكروا في القبر! قال الله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور:21].
أين هم عن قول الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} [الإنسان:8 - 12]؟! أين هم عن هذه الآيات؟!
أين هم عن قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94]؟!
أين هم عن قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:34 - 37]؟!
أين هم عن قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]؟!
أين هم عن قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم:93 - 95].
امرأة تشتري ثوباً بألف أو بأكثر!
معلمات في بعض المدارس، كُتِبَ لنا في شأنِهِنَّ أمر عظيم، ونحن لسنا بمتصرفين إنما آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر، معلمة تتطيب وتتجمل وتلبس أحسن اللباس، بثياب تبلغ قيمتها ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة، والقليل منها من خمسمائة إلى ستمائة، وتذهب لتعلم بنات المسلمين، كيف تُخْرِجُ بناتٍ! كيف تَدُلُّ بناتٍ، تهديهن إلى صراط الله عز وجل؟ ويأتي لهذا بسط.
الصفة الثامنة: الفقرة (أ): عدم التشبه بالرجال:-
{لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال} حديث صحيح عنه صلى الله عليه وسلم، عصر انعكست فيه المفاهيم، كثير من شبابنا ينزل إلى السوق يخط ثوبه بالأرض يمسح الشوارع ويكنس الأرصفة بثيابه، لماذا؟ أسنة محمد صلى الله عليه وسلم هذه؟! أئسبال للرجال وتقصير للنساء! وامرأة تلبس إلى أنصاف الساقين؟! محمد صلى الله عليه وسلم يأمر المرأة أن تسبل إزارها وتستر قدميها حتى يعفي أثرها، ويأمر الرجل أن يقصر ثيابه إلى فوق الكعبين فتقول الأمة: لا.
الرجال يسبلون والنساء يقصرون.
امرأة تنزل إلى السوق وعليها ثياب من هذا الجديد الذي رمتنا به فرنسا والغرب اللعين المستعمر يوم هدموا عقيدتنا وعبادتنا وسلوكنا، ثياب تجدها ممشوقة مشقوقة من الركبة إلى الكعب تلبسها المرأة، ثم عليها شراب شفاف، وتخرج من بيت زوجها متطيبة متعطرة، وأين هذا الزوج؟
عربي جاهلي رأى رجلاً ينظر إلى امرأته فقال لامرأته: الحقي بأهلك، وأقسم: لا تحل له أبداً، قالت: نظر هو إليَّ.
قال:
إذا وقع الذباب على طعامٍ رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماءٍ إذا كُنَّ الكلاب ولغن فيه
يقول: أنا أسأل: الكلاب ينظرون؟ لا.
لا تلحقين بي زوجة.
لكن زوجة تجوب الست والسبع الساعات من أول النهار إلى الظهر، ثم تأتي في الظهيرة وقد مرت بخياط، وبائع ذهب، وفاسق وفاجر ليس عنده إيمان، نشكو حالنا إلى الله، فالمسألة هنا عدم التشبه بالرجال.
الفقرة (ب): عدم تغيير خلق الله:
{لعن صلى الله عليه وسلم الواصلة، والمستوصلة} والواصلة هي: التي تصل الشعر بشعر غيرها؛ لتُظهر أن شعرها طويل.
ومن ذلك {النامصة، والمتنمصة} والنامصة هي: التي تنتف شعر الحواجب فترققه إلا إذا كان الشعر زائداً يشوه الخلقة فيؤذن للمرأة أن تأخذ بقدر الحاجة، أما أن تنتف شعر الحواجب وهي في خلقة طيبة حسنة فلا يجوز لها ذلك.
ومنها: {الواشمة} وهي: التي تغرز الإبر فيها الحبر أو المداد الأسود أو الأحمر في خدها أو في أنفها أو في عنفقتها فهي ملعونة إن فعلته بنفسها أو فعلته بغيرها، و {والمتفلجة} وهي: التي تنشر الثنايا وتوجد فراغاً بين الثنايا والأسنان لتظهر الجمال وكأنها شابة، فهذه ملعونة أيضاً: {والواشرة} وهي: التي تحد أسنانها، كبيرة في السن عمرها مائة وعشرون وتحد أسنانها.
أرادت عجوزٌ أن تكون فتية وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر
تسير إلى العطار تبغي شبابها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!
هل سمعتم أن العطار يصلح ما أفسده الدهر؟ مائة وعشرون سنة وتحد أسنانها لتظهر كأنها في ستة عشر عاماً! هذا من التدليس وهي ملعونة إن فعلت ذلك، أنا قلت: مائة وعشرون وإلا فإن النساء يفعلنه في الخمسين وفي الستين من أعمارهن, فعلى المسلمة أن تظهر بصورتها الحقيقية، وجمالها في إسلامها، والله يتولى السرائر.
الصفة التاسعة: عمل الطاعات:
عمل الطاعات والتقرب إلى الله في الأعمال الصالحات من صلاة وصدقة وصيام وذكر واندفاع للخير، ما هي حصيلتنا؟ بم نلقى الله إلا بالعمل الصالح أما أن تبقى المرأة تكنس طيلة النهار من الصباح إلى المساء في البيت فلا.
نقول: لا ترمي البيت وتجعله ظهرياً وتهمله لكن نقول لها: كل بقدر، تتوجه بشيء من النوافل، بشيء من التسبيح، تقوِّم بيتها، تغسل ثيابها، تصلح شأنها، تطبخ طعامها، وهي تذكر الواحد الأحد.
قرأت مذكرات قبل مدة عن سيرة المجرمة هذه جولدا مائير اسمها مذكرات أنا أوحياتي، الحقودة اللعينة، أم القردة والخنازير، سيرة -والله- فيها عجب في حياتها الخاصة! والحكمة ضالة المؤمن، والشيطان علم أبا هريرة آية الكرسي فصدق فقبلها، تقول: كانت تكنس البيوت -الثكنات العسكرية- للجيش الإسرائيلي في فلسطين، الأرض المحتلة، وكانت تغسل ثياب الجيش، وتصنع طعامها بيدها، تقول: لأن اعتماد المرأة على غيرها في الخدمة ليس بصحيح، ويدل على فشل المرأة وانهزامها، ولذلك تأتي هذه المرأة الفاجرة فتكوِّن جيشاً ومظليين وصاعقة وطيارين وسفناً، يجوبون العالم الإسلامي.
أليس في هذا عبرة؟! {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر:2].
الصفة العاشرة والأخيرة: دعوة أخواتها إلى سبيل الله، وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر:-
لا تزور زيارات أكل وشرب فقط وكلام في مجريات الحياة وسوالف الزمان، هذه عجائز نيسابور يقولون: إنهن يتكلمن في القمر وزحل وعطارد والزهرة، لا.
إذا انتقلت إلى جاراتها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعلم وتدعو إلى سبيل الله، وتحاول أن تصلح من جاراتها ومن أخواتها المسلمات.
هذه صفات عشر إذا اكتملت في امرأة مسلمة، فإنا نسأل الله أن تكون من أهل الجنة، ونبشرها بالجنة ونبشر بيتها بالجنة، وإني أدعوكم لإسماع كل امرأة مسلمة هذا الكلام علَّ الحجة أن تقوم عليها، أو علها أن تكون ولو من هذه العشر خمس خصال ثم يعينها الله في الخمس البقية، أو تبدأ حياة سعيدة.
هذه عشر صفات إذا جَمَعَتْها المرأة اكتملت، جَمَعْتُها من الكتاب والسنة ومن أقوال أهل العلم.
قلت في أولها: