الشافعي -الإمام العلم- هاشمي، ولكن ما نظر إلى هاشميته، ولا إلى قرشيته، بل نظر إلى تعامله مع الله، يقول في البيتين المشهورين:
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواءً في البضاعة
يقول: أنا عاصي، لكن لا أحب العصاة، وأنا مقصر في الطاعة، لكني أحب الطائعين، يقول الإمام أحمد له:
تحب الصالحين وأنت منهم ومنكم يرتجى نيل الشفاعة
يقول: من أين خرج الإسلام إلا من بيتكم، ومن أين أشرقت شمس الرسالة إلا من عقر داركم، فأنت من الصالحين، ومن مثلك تطلب الشفاعة لصلاحك وخيريتك.
كان الشافعي أكبر سناً من أحمد، وكان أكثر علماً في أصول الفقه والفقه، وكان يزور أحمد في بيته، فقال له تلاميذه: تزور أحمد وأنت أكبر سناً من أحمد، فرد ببيتين يقول فيهما:
قالوا: يزورك أحمد وتزوره قلت: الفضائل لا تغادر منزله
إن زارني فلفضله أو زرته فلفضله فالفضل في الحالين له