يقول سبحانه: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] ومعنى الآية عند كثير من المفسرين: من رخاءٍ إلى شدة، ومن نعيم إلى بؤس، ومن حياة إلى موت.
فالله يداول الأيام، حتى يقول عدي بن زيد:
أيها الشامت المعير بالدهر أأنت المبرأ الموفور
هل رأيت المنايا خلفن أمناً من ذا لا يُضام عليه مجيرُ
أين كسرى، كسرى الملوك أنوشروان أم أين قبله سابور؟
معنى الأبيات؛ يقول: يا من يشمتنا بالموت، ويعيرنا بالفناء، أأنت تبقى؛ ولذلك تجد بعض الحمقى يعيرون بعض الناس، ويشمتون إذا ماتوا، وليس في الموت شماتة، لأنه يموت الشريف والدنيء، ويموت الكريم والبخيل، ويموت المؤمن والكافر، لكن الشماتة فيمن أعرض عن منهج الله، وصدف عن آيات الله.