مع ابن المبارك

ابن المبارك: تعرفون أنه من علماء الأمة، كان يحفظ ما لذ وطاب، وكان يقول ما لذ وطاب، وهو صاحب تلك الأبيات التي قالها يوم خرج يبذل مهجته في سبيل الله، خرج من مكة، ومعه الفضيل بن عياض، فأبى الفضيل أن يخرج، وأما ابن المبارك فخرج رضي الله عنه وأرضاه فقال له الناس: ابقَ معنا، فقال:

بغض الحياة وخوف الله أخرجني وبيع نفسي بما ليست له ثمنا

إني وزنت الذي يبقى ليعدله ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

ولما أصبح ابن المبارك في الجبهة أتته رسالة من الفضيل يلومه على الخروج، فكتب إليه تلك الأبيات الرقيقة التي جُلُّكم يحفظها:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك بالعبادة تلعب

من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب

فأنا أشكر للأخ/ زيدان هذه المشاركة، وإن دل على شيء فإنما يدل على أنه يريد أن يتحف دعوته ونثره بشيء من الشعر، ويدوِّن منه خُطَبَه؛ ليكون من دعاة الإسلام، هو وأمثاله من شباب هذا الدين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015