قصيدة في الثناء والتبجيل لمعلم الجيل صلى الله عليه وسلم، والرسولُ عليه الصلاة والسلام أصْدَقُ المدْحِ ما صُرِفَ له، والله عز وجل يحب المدح.
في الطبراني: عن الأسود بن سريع قال: {وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إني نَظَمْتُ قصيدة أمدح بها ربي سُبحَانَهُ وَتَعَالى، فقال صلى الله عليه وسلم: أما إن ربك يحب المدح} وفي (الأدب المفرد) للبخاري قال الأسود بن سريع: {ركبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتحفظ شيئاً من شعر أمية بن أبي الصلت، قلتُ: نعم.
قال: هاتِ، فأنشدتُه قافية، قال: هيه، فأنشدتُه الثانية، قال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت، فقال: آمَنَ شعرُه، وكَفَرَ قلبُه} أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
الأماني على لسانك أحلى فأعد يا حبيب عصراً تولى
لم أقضِّ لبانة العمرفيه ونهاني المشيب لما أطلا
أعصر الليل في كئوس من الحزن وأدعو الصباح حتى أملا
وأنادي الدجى بهمسة حب فارغ الصبر من لسان لعلا
ذكريات مع الرسول وحب تستثير الشجون منه الأجلا
كلما مر ذكره في فؤادي قال قلب المحب: أهلاً وسهلا
كيف أحكمت يا عظيم بناءً هو من كل مشرق العمر أعلى
وتفانيت في بناء كيان أنت أوليته عطاء وبذلا
كلما صغت جملة من نضار أنبتت دوحة من المجد جلا
وإذا ما ابتسمت أبدعتَ جيلاً مرهف الحس يمتطي كل مُثلى
المعالي تصوغ منك وتبني فيك آمالها وترجوك خلا
والليالي تنورت بشموس أنت أرسلتها عفافاً ونبلا
والصحاري إذا مشيتَ رياضٌ ملئت بالجمال حسناً ودلا