أولاً: إحياء روح التكافل الاجتماعي.
لماذا لا نتعامل بالنظام الإسلامي الذي أنزله الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟
ولماذا لا ننفق الأموال إنفاقاً شرعياً؟ ولماذا لا نتكافل بأوجه التكافل التي فرضها الله عز وجل في كتابه وجعلها سنة في مبدأ رسوله صلى الله عليه وسلم؟ فهذه المدينة المنورة يقولون: في كتب التاريخ مر بهم حالة فقر فما وجدوا لحماً مدة طويلة, حتى قالوا: أهدي لبيت فقير رأس تيس ليطبخوه ويتعشوا عليه، فأتى هذا البيت الفقير فقالوا: جيراننا أولى منا بهذا الرأس {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر:9] فأهدوا هذا الرأس لجيرانهم، وجيرانهم أهدوه لجيرانهم وجيران الجيران أهدوه لجيرانهم, ودار في المدينة حتى عاد لمن أهداه أول مرة.
وفي عام الرمادة عام (18هـ) كما عند ابن كثير والذهبي , أن عمر رضي الله عنه وقف على المنبر فقرقر بطنه من الجوع يوم الجمعة, لأنه لم يجد إفطاراً يفطر وفي استطاعته أن يأكل, يقول: [[والله إني أعلمكم بأجود البر وبنسير العسل وبلحم الماعز، لكن أخشى أن أعرض على الله يوم القيامة فيقال لي: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف:20]]] وقف على المنبر وبطنه تقرقر فقال: [[يا بطن قرقر أو لا تقرقر, والله لا تشبع حتى يشبع أطفال المسلمين]] ويقولون: إنه ما أكل سميناً ولا سمناً, وكان يوزع ما يأتيه على الفقراء, ويطوف والصحفة على رأسه, تصنع الثريد امرأته أم كلثوم بنت علي ويطوف وهو يوزع على الفقراء ويقول: أواه يا عمر , كم قتلت من أطفال المسلمين.
وكان يضع خده على التراب ويبكي ويقول: لا أرفع خدي حتى ينزل القطر، وصلى بالناس الاستسقاء فما خرج من المصلى إلا والسيول ترزف من المدينة رضي الله عنه.