Q فضيلة الشيخ: نسمع في هذه الأيام من الصحف العالمية مفاوضات لإتمام صفقة بيع فلسطين المسلمة، فما حديثكم حول هذا تحت ستار التطبيع؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: بيت المقدس ملك كل مسلم، لا يملكه ياسر عرفات، ولا غيره، وهذا عقد من الله عز وجل أن بلاد المسلمين المقدسة للمصلين، يملكونها بعقد سماوي منه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى، والأرض لله يورثها من يشاء.
أما الخونة والعملاء فهم يستطيعون بيع الأرض، أما استرداد الأرض فلا يجيدونه، والذي يسترد الأرض هم المصلون، أهل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5].
ثانياً: تحت أي مظلة تُباع فلسطين؟! أين الدموع ودماء الألوف المؤلفة التي ذُبِحَت؟ وأين المقدسات التي أُهينَت؟! وأين العداوات التي استمرت في التاريخ؟!
ثالثاً: لا تعايش مع إسرائيل؛ لأن إسرائيل معنا في القرآن، نصلي في كل صلاة ونقرأ القرآن فإذا القرآن يلعنهم ويهاجمهم؛ لأنهم أعداء الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو تركت الكلاب نباحَها، والخيول صهيلها، والحمام هديرها، ما ترك اليهود عداءهم لـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5].
ما هو موقفنا أمام الله إذا أتينا نصلي، ونسمع ميثاق الأمم المتحدة في تصالح العرب مع إسرائيل وبيعهم فلسطين، ثم نقول: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7]؟
أيا عمر الفاروق هل لك عودةٌ فإن جيوش الروم تنهى وتأمرُ
نساء فلسطين تكحَّلن بالأسى وفي بيت لحم قاصراتٌ وقُصَّرُ
وليمون يافا يابس في حقولهِ وهل شجرٌ في قبضة الظلم يثمرُ>>
تعال إلينا فالمروءات أقفرت وموطن آبائي زجاج مكسرُ
يطاردنا كالموت ألف خليفةٍ ففي الشرق هولاكو وفي الغرب قيصرُ
أيا صلاح الدين هل لك عودةٌ فإن جيوش الروم تنهى وتأمرُ
رفاقك في الأغوار شدوا سروجهم وجيشك في حطين صلوا وكبروا
تغني بك الدنيا كأنك طارق على بركات الله يرسو ويُبْحِرُ
تناديك من شوق مآذن مكة وتبكيك بدر يا حبيبي وخيبر
ويبكيك صفصاف الشام ووردها ويبكيك نخل الغوطتين وتدمر
فوالله لن تستعاد فلسطين إلا بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] لن تستعاد إلا بالمصلين، والأكفان، والتكبيرات، والجهاد المسلح، أما أن يصبح شامير أخي فهذا حرام بالإجماع، يعارض الكتاب والسنة.
الله الذي على العرش استوى جعلهم أعداء لنا، أرادوا اغتيال رسولنا نددوا بنا حاربونا انتهكوا أعراضنا قتلوا شيوخنا قتلوا نساءنا أطفئوا نورنا داسوا مسجدنا الذي صلى فيه رسولنا عليه الصلاة والسلام، لا صلح معهم متى نصطلح؟! نصطلح إذا دخلوا في دين الله {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران:64].
في جنيف ياسر عرفات الضائع وقف يقرأ الآية، فقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران:64] ثم (وقف حمار الشيخ في العقبة) أكمِلِ الآية؟ {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].
إن المسلم يوم يراهن بدينه، وبمعتقده، وبأرضه، مفضوحاً أمام العالم لا كرامة له، يصبح ضائعاً، أرض بسِلْم، وسِلْم بأرض، رباً لا يجوز، وانتهاك لمواثيق {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5] ولا يقرها عالِِم، ولا مسلم، ولا داعية، ولا تدخل الدماغ، ولو كُتِبَت فهي على أوراق، وسوف يأتي المصلون أهل الأكفان يدوسون هذه الأوراق، ويدخلون -بإذن الله - بيت المقدس، كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
فليتشرف الإنسان ألا يتقارب مع هؤلاء؛ لأن الفتح قريب قادم -بإذن الله- والفجر آتٍ، {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود:81].