Q في هذه الفترة نجد العلمانيين أصبحوا يزيدون تركيزهم على المرأة في كثير من المجالات، حتى ظهرت إعلانات في الصحف تدعو النساء لشراء السيارات، أو تمنح شيئاً من الخصم أو التقسيط للنساء فقط، وذلك عن طريق تسهيلات مميزة! ما دورنا حيال هذه الهجمة الشرسة على المرأة في جميع هذه المجالات والوسائل؟ حتى أصبح الحجاب عندهم ذلك اللثام الذي يخرج عيني المرأة بشكل مغري، أو أخبث من هذا، فبم تنصحون هذه الجموع؟
صلى الله عليه وسلم إجابةً على هذا السؤال لا بد أن أبين قضايا:
أولها: جهل العلمانيون بطبيعة وأسرار هذه الجزيرة؛ لأن هذه الجزيرة لا تصلح إلا للإسلام، ولا تنبت فيها إلا شجرة الإسلام، ولا يمكن أن تنبت فيها شجرة أخرى.
صحيحٌ أنه قد يكون في بعض بلاد الإسلام شيء مزدوج مع الإسلام أو تحالف أو تعايش، أما هذا البلد فلا، ولا نقول هذا تعصباً، لكن لتاريخه ولسر أراده الله فيها، ولقداسة بقاعها، لا يصلح فيه إلا الإسلام، فهؤلاء أخطئوا التقدير يوم أرادوا أن يكون مع الإسلام شيء، أو أن يطرأ على الإسلام شيءٌ آخر.
ثانيها: أن هؤلاء العلمانيون يملكون من الوسائل أكثر مما يملكه الدعاة.
أرى ألف بانٍ لم يقوموا لهادمٍ فكيف ببانٍ خلفه ألف هادمِ
نعم! يجتمع أهل الخير والنصح من أمثالكم في المحاضرات، ومهما اجتمعوا وكثر عددهم إلى عشرة آلاف أو إلى خمسة عشرة ألفاً فإن في منتدى الكرة يجتمع ستون ألفاً، وفي الأسواق وفي أماكن اللهو والضياع عشرون وثلاثون وخمسون ألفاً، ولكن {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد:17].
والحقيقة: أنهم يملكون وسائل التأثير ولهم دخول إلى العقول، وينفذون، بينما وسائل طلبة العلم والعلماء قليلة تخاطب مستوىً من الناس، ولكن فمهما يكن فحبل الباطل قصير، قال تعالى: {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:36].
ثالثها: طبيعة هذا الدين أنه مصارَع دين عالمي، بدأ بالصراع من أول لحظة، فهو لا ينتهي من الصراع، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} [الفرقان:31].
فأنت جند نفسك أن تكون داعية، وأن يكون لك ضد، واعلم أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى معك، ولن يَكِلَكَ، وأن للحق صولة، وللباطل جولة، (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف:128].