إن الملوك وهم الذين يجعلون لأنفسهم رموزاً وألقاباً يقدسهم البشر بها.
يا صاحب المبدأ الأعلى وهل حَمَلَتْ روح الرسالات إلا روح مختارِ
أعلى المبادئ ما صاغت لصاحبها من الهدى والعلا تمثال تذكارِ
وهذا كما فعله عليه الصلاة والسلام، أبى الشموع واللموع والسطوع في الدنيا، وأبى أن يقدس ويرفع فوق منزلته التي أنزله الله إياها.
أتاه وفد عامر بن صعصعة - كما صح ذلك - فقالوا: أنت أفضلنا وسيدنا وأفضلنا فضلاً وخيرنا، قال: {يا أيها الناس! قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان، إنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله} صلى الله عليه وسلم، كلما زاد تواضعاًَ تعلقت به القلوب أكثر، فجعله الله أشرف الناس.
ملك الملوك: أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة -كما في الصحيح- قال سفيان بن عيينة: كمثل شاهٍ شاه، وقاضي القضاة، وسلطان السلاطين، ورب الأرباب لا مالك إلا الله، وأقضى القضاة وقاضي القضاة الله، والحاكم على كل حاكم الله، فأوسمة الأرض تنهار، لأنها خلقت من الطين، أما المواهب والأعطيات من الله فسوف تبقى لأهلها.