هنا رسالة وهي قصيدة من الدكتور/ عبد الرحمن بن صالح العشماوي، بعنوان: خضراء الدمن رضي الله عنه=4000211>> جريدة الشرق الأوسط، يقول فيها:
تجيء إليك فاقدة الصواب مهتكة العباءة والحجاب
مصبغة الملابس باخضرار ملونة المبادئ باغتراب
رأينا في الجزائر راحتيها وقد حملت شعارات اضطراب
وفي أرض الجهاد لها حديث مريب في الحضور وفي الغياب
تروح على تنكرها وتغدو خداع في الذهاب وفي الإياب
تشوه وجه صحوتنا جهاراً وتطعنها بآلاف الحراب
وتغلق باب إنصاف وعدل وتفتح للتحامل كل باب
تقول عن الأصوليين قولاً تميَّز بالتحامل والسباب
لها كف مخضبة ولكن بأسوأ ما تراه من الخضاب
جريدة شرق أوسطهم مقر لأصناف الزواحف والذباب
فكم وصفت بإرهاب دعاة إلى نهج الشريعة والكتاب
برئت إلى إله العرش منها كما برئ المشيب من الشباب
أقول لمن يدير الأمر فيها أما لك بعد هذا من متاب
أمالك رجعة للحق تبدي بها للناس أحكام الصواب
تذكر أيها المخدوع أنا سنلقى بعضنا يوم الحساب
أثابه الله ولا شلت يمينه ولا رأيه ولا فكره.
أقول: إن هذه الصحوة المباركة تحمل في طياتها علماً شرعياً مباركاً طيباً، وقد قام كثير من الدعاة وطلبة العلم بتدريس كثير من المتون العلمية النافعة، فلله الحمد والمنة والفضل والثناء الحسن، من ضمن هؤلاء المشايخ: الشيخ وحيد عبد السلام بالي أثابه الله، قام بتدريس الفقه المقارن وكان يدرس -ولا يزال- في بلوغ المرام، وقد نفع الله بدرسه طلبة العلم، وحصلوا فوائد منها حفظ المتن، ومعرفة الشرح، ومدارسة المسائل العلمية، وإني أدعو إخواني من الأساتذة والمشايخ أن يهيئوا دروساً في هذه الكتب، مثل: بلوغ المرام، وفي كتب العقيدة وكتب التفسير، وأن يبذل كل منهم مما عنده ولا يكتم، فإن الكتمان حرام وغش للأمة، وخيانة للمبدأ، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:159 - 161].
أسأل الله أن يتولانا وإياكم في الدارين، وأن يحفظنا وإياكم بحفظه، وأن يرعانا برعايته، وأن ينصر كل من نصر الإسلام، ويخذل من عادى هذا الدين، اللهم من سل على المسلمين وعلينا وعلى الدعاة والعلماء والأخيار والصالحين سيفاً فاقتله بسيفه، وأرنا فيه عجائب قدرتك، واجعله عظة للمتعظين، وعبرة للمعتبرين يا رب العالمين، اللهم من حارب أولياءك ودبر لهم المكايد، فأبطل بأسه ونكس رأسه وشرد بالنوم نعاسه يا رب العالمين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.