ؤال: قبل أن نبدأ في المداخلات نطلب من الشيخ أن يذكر لنا آخر قصيدة له؟
صلى الله عليه وسلم لي قصيدة متأخرة عن تاج المدائح اسمها: صحيفة تجارب، وذكرتها في (ديوان قصة الطموح) أذكر منها:
سلا القلب عن غيد صفت وحسانِ وأهمل ذكر المنحنى وعمان
وما عاد يصبيني الصبا بأريجه ولو فاح بالريحان والنَّفَنانِِ
وخط برأس الشيب لوحة عاشقٍ يقول: احذروني أيها الثقلانِ
شربنا ليالي الصفو في كأس غفلة ثلاثون عاماً توجت بثمانِ
فمرت كأحلام الربيع سريعةً فأحلامها في ناظريَّ ثوانِ
انظروا إلى الشعر!
فلو أنني أُرمى بقوس حذرته بقوة بأس واحتدام جَنانِ
ولكن قوس العمر ينفذ أسهماً وما للفتى في ردهن يدانِ
وفي أربعين العمر وعظ وعبرة ويكفيك علماً شاهد الرجَفانِ
فلا تسمعني وعْظَ قس ولا تَسُقْ عليَّ مقامات من الهمذاني
فعندي من الأيام أبلغ عبرة على منبر تلقى بكل لسانِ
ولما اتخذت العلم خدناً وصاحباً تركتُ الهوى والمال ينتحبانِ
جعلت القوافي الصافنات مراكبي كأن الضحى والليل قد حسداني
فلا تلهك الدنيا بلهو فإنه يُعاق مسير الشمس بالدبرانِ
فقد هدَّ قدْماً عرش بلقيس هدهدٌ وخرَّب فأرٌ ما بَنَى اليمنانِ
ولا تحسب الأنساب تنجيك من لظى ولو كنت من قيسٍ وعبدٍ مَدانِ
أبو لهب في النار وهو ابن هاشم وسلمان في الفردوس من خراسان
إلى آخر القصيدة.
أما تاج المدائح فقد سمعها بعض الإخوة، فعفواً لن أذكرها.