Q هل لك أن تذكر لنا قصيدة بكيت منها؟
صلى الله عليه وسلم أنا أسمع قصائد كثيرة؛ لكن هناك بعض الرثاء وبعض المواقف، فأذكر أنه لما مات الشيخ/ ابن باز سمعتُ أحدهم يقول -وأظنه مذيعاً-:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمرُ فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ
فتأثرت وهذه القصيدة قالها أبو تمام في محمد بن حميد الطوسي البطل الشهيد، فقد قُتِل وعمره اثنان وثلاثون سنة، وتكسرت في يده في أول النهار مع الرمح تسعة أسياف، ثم ضربوه بالرماح حتى أصبحت ثيابه حمراً، فلما مات أتى الخبر بغداد فقال أبو تمام قصيدته الذائعة، حتى أن المعتصم لما سمعها قال: ما أسمى ما قيل في هذه القصيدة؟
كذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمرُ فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ
توفيت الآمال بعد محمد وأصبح في شغل عن السفر السفرُ
إلى أن يقول:
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى لها الليل إلا وهي من سندس خضرُ
ثوى طاهر الأردان لم تبقَ بقعة غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبرُ
إلى أن يقول:
وقد كان فوت الموت سهلاً فرده عليه الحفاظ المر والخلق الوعرُ
ونفس تعاف الذل حتى كأنه هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
فأثبت في مستنقع الهول رجله وقال لها من تحت أخمصك الحشرُ
إلى أن قال:
لقد مات بين الضرب والطعن ميتة تقوم مقام النصر إن فاته النصرُ