الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أما بعد:
جئت بالحب إليكم والسلام حاملاً أزكى التحيات العظام
في البكيرية أحبابي ولي إخوة فيها وأصحاب كرام
كم بها من مقرئ أو عالم يشبه البدر معالي التمام
رفعوا الإسلام في أرض الهدى ورووا الحكمة عن خير الأنام
أما محاضرتي فعنوانها: حوار بين تقي وشقي.
الناس صنفان: تقي وشقي: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى:7] {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} [الحج:19].
العيون قسمان:
عين عرفت الله ودمعت من خشيته، وتدبرت آياته، وتفكرت في مخلوقاته.
وعين نظرت إلى الحرام، وأعرضت عن هدي خير الأنام، وتصفحت المعاصي وأطلّت على الحرام، فهي العين الباكية يوم العرض الأكبر على الله.
والقلوب اثنان:
قلب عرف الله وامتلأ بلا إله إلا الله، وأحب رسول الله وسار على منهج الله، فهو قلب سعيد.
وقلب أعرض عن الذكر والتلاوة، والصلاة والمعرفة، والنهج السديد، وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو قلب منكوس.
والآذان أذنان:
أذن استمعت إلى الوحي، وإلى التلاوة والحديث، وإلى الدعوة والخير والذكر والبر، فهي أذن سعيدة.
وأذن أعرضت واستمعت إلى الغناء، والفحش، وإلى البعد والانهيار، وإلى كل ما يغضب الرب فهي أذن شقية.
والألسنة لسانان:
لسان نطق بالحكمة، وقال الخير، وذكر المولى، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
ولسان تكلم باللعنة والزور، والاستهتار والاستهزاء، والغيبة والنميمة، فهو لسان خاسر.
لسانك لا تذكر بها عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً لقومٍ فقل يا عين للناس أعين
أما عناصر هذه المحاضرة:
فمنها: إبراهيم عليه السلام في حوار حار مع النمرود بن كنعان.
موسى وفرعون في مناظرة ساخنة في إيوان فرعون.
محمد صلى الله عليه وسلم يحاور فاجراً.
مسيلمة الكذاب كذاب اليمامة يعترض على حبيب بن زيد أحد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
الأسود العنسي دجال اليمن يتحدث مع أحد الأبرار فيفحمه هذا البار الراشد.
ثم ننتقل إلى رجل هو من المسلمين وهو الحجاج مع عالم هو سعيد بن جبير لنسمع إلى حوار بين الاثنين.
وفي الأخير مع ربعي بن عامر أحد الصحابة وهو يدخل على رستم قائد فارس.
حوار بين تقي وشقي.
ما أحسن الهداية، وما أجلَّ أن تعرف الله، وما أعظم أن تتعرف على الواحد الأحد، سبحان الله كم فَقَدَ من فَقَدَ الله! وماذا فات من وجد الله! وسبحان الله كم هي القلوب التي أعرضت عن الله!