القصيدة الثلاثون: نصائح (الخفيفة):
الحمد لله الولي رب العباد المعتلي
ثم الصلاة الجمة على شفيع الأمة
محمد المختار مقدم الأبرار
وصحبه وآله والكل في نواله
ورجل الخلافة ابن أبي قحافة
ثم عن الفاروق الناصح الشفوقِ
وحب ذو النورين فذاك قر العين
ثم الإمام المرتضى سيف الإله المنتضى
ثم جميع العشرة وبعد أهل الشجرة
وهذه وصية إلى الملا محصية
جمعتها للفائدة في حسنها كالمائدة
سميتها الخفيفة للأنفس اللطيفة
أوصيك يابن الدين يا صادق اليقين
أن تتقي الله الصمد منزهاً عن كل ضد
وقم وحي الخطبا وأوصهم مختطبا
فهم على المنابر كالأنجم الزواهر
وواجب الخطيب والمصلح الأريب
أن يعتني بالموعظة حتى تكون موقظة
يحقق الإخلاصا ليحرز الخلاصا
ويعتني بالعلم فهو أجل الغنم
ولا يكن بليدا في وعظه رعديدا
بل يجتهد ولا يمل ويحفظ الله الأجل
لا يسمع الغناءَ لا يحمل الرياءَ
ولا يضيع وقته فالموت يأتي سكتة
فالدين ليس مضحكة بل مسجد ومعركة
ولا لأجل الراتبِ يا معشر الأطايبِ
فيحرم التلاعب بالمال والمناصب
أما شروط الخطبة أنصت إليها رطبة
تحضيرها من الكتب والبحث يتلوه النصب
ومبدأ التطويل من شيم الثقيل
وعدم اللحن فما أقبحه وأظلما
ويعتني بالإلقا مخافة أن يلقى
ولا يرى في المحكمة عند القضا لمظلمة
فعاشق المشاكل في كل أمر فاشل
بل يستتر في داره مستأنساً بجاره
عليك بالنوافل فأجر تلك حاصل
فصاحب القرآنا وسبحن مولانا
واسجد له بعض الدجى وجهك أضحى أبلجا
ولا تكن في شلة فالفسق ما أذله
وصاحب الأخيارا فغيرهم حيارى
لا تشتغل بالغيبة فيها الردى والخيبة
وصل ربي أبدا على الرسول أحمدا
ثم سلام ربي على جميع الصحب