القصيدة السابعة والعشرون: (مسلم يخاطب الكون):
قف في الحياة تر الجمال تبسَّما والطل من ثغر الخمائل قد هَمَى
وشدت مطوقة العروس ورجَّعتْ وترعرع الفنن الجميل وقد نما
وسرى النسيم يهز عطف عبيره والماء في عطف الجداول تمتما
وتفتح الأزهار واعتنق الندى هَدَرَ الغديرُ وكان قبل ملثما
والشمس أرسلت الأشعة في الفضا بدداً وقبلت الجليد فهمهما
وبكى الغمام من الفراق فشامت في الأرض يضحك ترحة وتلوما
والمؤمن اطلع الوجود مسَلَّماً أهلاً بمن حاز الجمال وسلما
فجثت لطلعته الجبال وأذعنتْ إذ كان منها في الحقيقة أعظما
وقد اشرأبت كل كائنة له فكأنه ملك يسير معلَّما
ورأى الحياة بنظرة قدسية وبها إلى عز المهيمن قد سما
كشف الحجاب عن الغيوم فأشرقت سبل الهداية قبله فتقدما
عرف الحقيقة فاستنار بنورها وتراه في عمق التفكر ملهما
في كل ماثلة تمر بعينه عبر تُعرَّفه الإله الأعظما
حبل الرجاء غدا به متمسكاً أنعم بحبل قط لن يتصرَّما
أترى الجمال بغير منظار حسناً ولو ملكت يداك الأنجما
أتظن أن الأنس يسكن برهة قلباً ولم يك في الحقيقة مُسْلِما
لا والذي جمع الخلائق في مِنَى وبدا فأعطى من أحل وأحرما
ما في ربوع الكون أجمل مَنْظَر من مؤمن للسعد جدَّ ويَمَّما
إن مت يا حامي الحياة فإنما هي نقلة تلقى حياة أوسما
في ظل رب كنت قد وحدته تلقاه في الأخرى أبر وأكرما
بل كيف ترحل والحياة تقودها ماللعوالم حول قبرك جثما
فاسعد فقد ظفرت يداك بصفقةٍ واهنأ فإنك بعد لن تتندما