وأما خلقه فأحسن الناس خلقاً؛ لأن من يتعلم صباح مساء من القرآن، ومن يجلس مع القرآن فسوف يؤثر فيه ولو طالت السنوات والأعوام، والذي لا يأخذ أخلاقه من القرآن والسنة، فمن أين يأخذ الأخلاق؟! ومن أين يتعلم الآداب؟! أمن ديكارت وكانت -فئران البشرية- الذين نقلوا ثقافتهم إلينا لنتعلم منهم؟! متى كانوا أساتذة؟! متى كان المجرمون معلمين؟! بل هم أحقر الناس، وأخبث الناس مع الناس، إنما يتعلم من وحي السماء الذي ربى به محمد صلى الله عليه وسلم.
يقول الإمام أحمد: رحم الله أم صالح -يعني: زوجته وكانت قد توفيت- صاحبتني ثلاثين سنة، والله ما اختلفت أنا وإياها في كلمة واحدة.
زوجته في بيته صاحبته ثلاثين سنة ما اختلف معها في كلمة واحدة.
أتاه رجل من أتباع المعتصم، فسب الإمام أحمد أمام الناس، وجدعه، وشتمه، وأخزاه بالكلام ولكن ليس بمخزي إن شاء الله، فقال الناس: يا أبا عبد الله! رد على هذا السفيه؟ قال: لا والله فأين القرآن إذاً؟! يقول الله عز من قائل: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [الفرقان:63].
هذا هو القرآن الذي يمشي على الأرض.
كان يجلس للناس رضي الله عنه وأرضاه، فيتعلمون منه، وينظر إليهم.